فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فأعادهما على مرارا حتى حفظتهما ثم دعى به وبى فلما وقف بين يدى المهدي قال له : أين عيسى بن زيد ؟ قال : ما يدريني أين عيسى بن زيد طلبته و أخفته فهرب منك في البلاد ، فأخذتني و حبستنى فمن أين أقف على موضع هارب منك و أنا محبوس ؟ قال له : فأين كان متواريا و متى آخر عهدك به و عند من لقيته ؟ فقال ما لقيته منذ توارى و لا أعرف له خبرا .قال : و الله لتدلنى عليه أو لاضربن عنقك الساعة ؟ قال : اصنع ما بدا لك أنا أدلك على ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم لتقتله فألقى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم يطالبانى بدمه ؟ ! و الله لو كان بين ثوبي و جلدى ما كشفت لك عنه .فقال اضربوا عنقه .ثم دعاني فقال : أ تقول الشعر أو ألحقك به ؟ قلت : بل أقوله .قال : فاطلقوه .قال محمد بن القاسم بن مهرويه و البيتان اللذان سمعهما لا يحضرني الآن من هما من شعره .قال القاضي أبو علي : و أنشدني بعض أصحابنا معهما بيتا آخر زيادة .إذا أنا لم أقنع من الدهر بالذي تكرهت منه طالب عتبى على الدهر وجدت في كتاب أعطانيه أبو الحسين عبد العزيز بن إبراهيم صاحب النعمان و هو يومئذ كاتب الوزير أبو محمد المهلبى على ديوان السواد و ذكر لي : أنه نسخه من كتاب أعطاه إياه أبو الحسين عبد الواحد بن محمد الحصينى و كان فيه إصلاحات بخط أبى الحسين بن مابيداد ، قال أبو الحسين على بن الحسين بن عبد الاسكافى : كان داود كاتب أم جعفر قد حبس وكيلا لها وجب عليه في حسابه مائة ألف درهم فكتب الوكيل إلى عيسى بن فلان ، و سهل بن الصباح و كانا صديقين له بخبره فسارا ليتكلما له فلقيهما الفيض بن صالح فسألهما عن خبرهما فأخبراه ، فقال : أ تحبان أن أكون معكما ؟ قالا : نعم .فصاروا إلى داود فكلموه في إطلاق الرجل .فقال : أكتب إلى أم جعفر فكتب إليها يعلمها خبر القوم و حضورهم و مسألتهم في الوكيل فوقعت في الرقعة أن يعرفهم ما وجب لها عليه من المال ، و يعلمهم أن لا سبيل إلى إطلاقه