فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
بإحضارى فدخلت عليه و بين يديه ، أحمد بن خالد ، و عمرو بن مسعدة ، و على ابن هشام فلما رآنى قال لي : أو لم تخبرني و تحلف لي أنك لا تملك إلا سبعمأة ألف درهم فمن أين لك هذا المال ؟ فصدقته عن أمره و قصصت عليه قصته .فأطرق طويلا ثم قال : قد وهبته لك .فقال الحضور أتهب له خمسة آلاف ألف درهم و ليس في بيت المال درهم و أنت محتاج إلى ما دون ذلك بكثير فلو أخذته منه قرضا و إذا جاءك مال رددته اليه ؟ فقال لهم : أنا على المال أقدر من يحيى و قد وهبته له فرددت على القوم ما كانوا حملوه إلى و تخلصت .و قال محمد بن عبدوس في كتابه " كتاب الوزراء " : أن محمد بن يزداد سعى إلى المأمون بعمرو بن بهنونى فقال المأمون : يا فضل خذ عمرا إليك و قيده و ضيق عليه ليصدق عما صار اليه من مالى فقد احتاز ما لا جليلا و طالبه به فقلت : نعم ، و أمرت بإحضار عمرو فاحضر فأخليت له حجرة في داري و أقمت له ما يصلحه ، و تشاغلت عنه بأمور السلطان في يومى و غده فلما كان اليوم الثالث أرسل إلى عمرو يسألنى الدخول اليه فدخلت و أخرج إلى رقعة قد أثبت فيها كل ما يملكه من الدور و الضياع و العقار و الاموال و الكسوة و الفرش و الجوهر و الكراع و القماش و ما يجوز بيعه من الرقيق فكان قيمة ذلك عشرين ألف ألف درهم و سألني أن أوصل رقعته إلى المأمون و أعلمه أن عمرا قد جعله من دون ذلك في حل وسعة ، فقلت له : فإن أمير المؤمنين أكبر قدرا من أن يسلبك نعمتك عن آخرها .فقال عمرو إنه كما وصفت في كرمه و لكن الساعي لا ينام عني و لا عنك ، و قد بلغني ما أمرت به في أمري من الغلظة و قد عاملتنى بضد ذلك و قد طبت نفسا بأن أشترى عدل أمير المؤمنين لك في أمري و رضاه عني بجميع مالى فلم أزل أنزله حتى وافقته على عشرة آلاف ألف درهم .فقلت هذا شطر مالك و هو صالح للفريقين و أخذت خطه بالتزام ذلك صلحا عن جميع ما جرى على يديه و صرت إلى المأمون فوجدت محمد بن يزداد قد سبقني اليه و إذا هو يكلمه ، فلما رآنى قطع الكلام و خرج .فقال المأمون يا فضل : قلت : لبيك يا أمير المؤمنين .قال : ما هذا الجرأة منك و علينا ؟ فقلت يا أمير المؤمنين أنا عبد طاعتك