فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
عليل فلما كان بعد شهور رأيته في بعض الطرق بزى التجار و قد شاب فقلت : فلان ؟ قال : نعم عبدك يا سيدي .فقلت ما هذا الشيب في هذه الشهور اليسيرة ، و ما هذا الذي أراه ، و أين كنت فتلجلج فقلت لغلمانى احملوه إلى داري و قلت : حدثني حديثك ؟ قال : على إن لي الامان و الكتمان .فقلت : نعم .فقال : كان الرسم على كل عريف من الفراشين في دار الخليفة أن يدخل يوما من الايام هو و من في عرافته إلى دور الخدمة و الحرم لرش الخيوش التي فيها فبلغت النوبة إلى يوما كنت فيه مخمورا فدخلت و معي رجالي إلى دار فلانة و ذكر حظية جليلة من حظايا المقتدر فلعظم ما كنت فيه من الخمر ما رشيت قربتى ، و لم أخرج بخروج الرجال و قلت لهم انصرفوا فهاتوا قربكم لاتمام الرش فإذا رششتم فنبهونى فانى نائم هنا ، و دخلت خلف الخيش إلى باب باذا باذا+هنج يخرج منه ريح طيبة و نمت و غلب على النوم إلى أن جاء الفراشون ففرغوا من رش الخيش فعلمت أنى مقتول ان أحس بي القوم فتحيرت فلم أدر ما أعمل فدخلت الباذاهنج و كان ضيقا فجعلت رجلي على حائط الباذاهنج و تعلقت فيه و وقفت متعلقا أترقب أن يفطن بي ، فإذا بنسوة فراشات يكنسن الخيش فلما فرغوا من ذلك فرشنه و هيئ فيه مجلس للشرب و لم يكن بأسرع من أن جاء المقتدر وعدة جوار فجلس و أخذت الجواري في الغناء ، و أنا أسمع ذلك كله و روحي تكاد تخرج فإذا أعييت نزلت فجلست في أرض الباذاهنج فإذا استرحت و خفت أن يفطن بي القوم وعدت و تعالقت إلى أن مضت قطعة من الليل ثم عن للمقتدر جذب حظيته إليه التي هى صاحبة تلك الدار فانصرف باقى الجواري و خلى الموضع فواقع المقتدر الجارية و أنا أسمع حركتهما و كلامهما ثم ناما في مكانهما و أنا لا سبيل لي للنوم لحظة واحدة .لما نابنى من الخوف ، ففكرت في أن أخرج و أصعد إلى بعض السطوح ثم علمت أنى ان فعلت ذلك تعجلت القتل و لم تزل تلك حالي إلى أن انتبه المقتدر في السحر و خرج من الموضع فلما كان في غد نصف النهار جاء عريف آخر من الفراشين و معه فراشيه فخرجت فاختلطت بهم .فقالوا أى شيء تعمل