فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و لا شدة أعظم من حصول طفل في بحر فكشف الله سبحانه ذلك عنه بالتقاط آل فرعون له ، و ما ألقاه في قلوبهم من الرأفة عليه حتى استحبوه ، و حرم عليه المراضع حتى رده إلى أمه و كشف عنها الشدة في فراقه و عنه الشدة في حصوله في البحر .و معنى قوله تعالى : ( ليكون لهم عدوا و حزنا ( 1 ) أى يصير عاقبة أمره معهم إلى عداوته لهم و هذه لا العاقبة كما قال الشاعر : لدوا للموت و ابنوا للخراب وكلكم يصير إلى ذهاب و قد علم أن الولادة لا يقصد بها الموت ، و البناء لا يقصد به الخراب و إنما عاقبة الامر فيهما أن يصيرا إلى ذلك .و على الوجه الاول قوله تعالى : ( و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الانس ( 2 ) أى عاقبة أمرهم و فعلهم و اختيارهم لانفسهم يصيرهم إلى جهنم فيصيرون لها ، لا أن الله جل ثناؤه خلقهم لقصد تعذيبهم بالنار في جهنم عز الله تعالى عن الظلم .و قال عز و جل في تمام هذه القصة : ( و جاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين ، فخرج منها خافا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين ( 3 ) فهذه شدة أخرى كشفها الله تعالى عنه و قال سبحانه و تعالى : ( و لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون - إلى قوله - من خير فقير ( 4 ) فهذه شدة أخرى لحقته بالاغتراب و الحاجة إلى الاضطرار في المعيشة و الاكتساب فوفق الله له شعيبا عليه السلام و زوجه ابنته قال الله تعالى في تمام القصة : ( فجاءته احداهما تمشى على استحياء قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف .نجوت من القوم الظالمين ( 5 ) ثم أخبر الله تعالى في هذه القصة كيف زوجه شعيب ابنته بعد أن استأجره ثماني حجج ، و انه خرج بأهله من عند شعيب فرأى النار فمضى ليقتبس منها فكلمه الله تعالى و جعله نبيا و أرسله إلى فرعون ، فسأله أن