فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و الحرم و تجملى ثم يقبض على ذلك كله و ينكبنى .فقلت : الوجه أن تفرق جميع مالك من الحرم و الامتعة و الدواب و تودعه ثقاتك و إخوانك .من وجوه قواد الاتراك و كتابهم ، و تطرح الثقل الذي لا قيمة له من خيش و ستائر و أسرة و آلات مطبخ في الزواريق و تجلس في الحراقة العجائز اللواتي لا تفتكر في هن ليظن أنهن الحرم و تخرجهن ، و تجتهد أن يكون خروجك خروجا ظاهرا و لا تكاشف بالاستتار بل على سبيل توق و مراوغة فإذا حصلت ببغداد أمنت .فقال : هذا رأى صحيح و أخذ يصلح أمره على هذا فلما كان في ليلة اليوم الثالث لم أنم أكثر الليل فكر فيه ثم نمت لما غلبتني عيني فرأيت في السحر كأن قائلا يقول لا تغتم فقد ركب الاتراك من أصحاب وصيف و بغا إلى أوتامش ، و كاتبه شجاع و قد هجموا عليها و قتلوهما و استرحتم .قال : فانتبهت مفزوعا و وجدت الوقت قد جاوز انفجار الفجر فصليت و ركبت إلى الحسن بن مخلد فدخلت عليه من باب له غامض لانه قد كان أغلق أبوابه المعروفة فسألته عن خبره فقال هذا آخر الاجل و قد خفت أن يعاجلنى شجاع بالقبض على فأغلقت أبوابى و استظهرت بغلمانى براعون رسله فإذا جاؤا و رأو إمارة الشر فيهم أنذرونى فأخرج من هذا الباب الغامض و إن يسألوا خبر شجاع فان كان في داره قالوا لمن يجيئنى فيطلبنى من جهته أنى في دار أو تامش ، و إن كان في دار أوتامش قالوا للرسل أنى في دار شجاع مدافعة عني حتى أهرب .قال : فقصصت عليه الرؤيا فتضاحك و قال ما ظننتك بهذه الغفلة نحن في اليقظة كما ترى كيف يصح لنا خبرك في المنام لهذا إنما نمت و أنت متمنى خلاصى فرأيت ذلك في منامك .قال : فخرجت من عنده أريد داري فليقنى في الطريق جماعة كثيرة فعرفونى أن الاتراك قد ركبوا بالسلاح فصرت إلى منزلى و أغلقت بأبي و وصيت عيالي بحفظ الدار وعدت فدخلت إلى الحسن فأخبرته بالخبر فأمر بمراعاة الامر ، فما زلنا نتعرف الاخبار ساعة بساعة إلى أن جاء الناس فعرفونا قتل الاتراك لشجاع ، ثم دخل رجل فقال : أنا رأيت الساعة