فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و أنا لا أدري أين أتوجه و عبرت الجسر و أخذت نحو المخرم و ما في نفسى أحد أقصده فاستقبلني رجل راكب فقال إليك بعثت .فقلت : و من بعثك ؟ قال دينار بن عبد الله فأتيته و هو جالس فقال لي : ما حالك ؟ فقال نمت الليلة فأتاني آت فقال لي أغث أبا حسان فحدثته بحديثى فدعا بعشرين ألف درهم فدفعها إلى فرجعت فصليت في مسجدى الغد ا فجاء الرجل فقضيته و أنفقت الباقى و وقع لي هذا الخبر من طريق آخر بأسانيد قالوا : حدثنا أبو حسان الزيادي قال أضقت إضاقة بلغت منها الغاية حتى ألح على القصاب ، و البقال ، و الخباز ، و سائر المعاملين و لم تبق لي حيلة .وإنى ليوم من الايام على تلك الحال و أنا مفكر فيما أعمل إذ دخل على غلامي فقال : حاجى بالباب يستأذن .فقلت له ائذن له .فدخل رجل خرسانى فسلم و قال ألست أبا حسان ؟ فقلت : نعم .فما حاجتك قال أنا رجل غريب و أريد الحج و معي جملة مالى و قد أحضرته في بدرة معي و هو عشرة آلاف درهم و أنا محتاج أن يكون قبلك حتى أقضي حجى و أرجع فآخذه إذ كنت غريبا بهذه البلد لا أعرف به أحدا .فقلت هات البدرة فأحضرها و وزن ما فيها و ختمها فلما خرج فككت الختم على المكان ثم أحضرت المعاملين فقبضت كل من كان له عندي دين و اتسعت و أنفقت و قلت أضمن هذا المال للخراساني فالى أن يجئ يأتى الله بفرج من عنده فكنت يومى ذلك في سعة و لست أشك في خروج الخرسانى إلى الحج ، فلما أصبحت من غد ذلك اليوم دخل إلى الغلام فقال : الخرسانى الذي كان عندك أمس بالباب .فقلت أئذن له فدخل إلى فقال : انى كنت عازما على ما أعلمتك به ثم ورد على الخبر بوفاة والدى و قد عزمت على الرجوع إلى بلدي فتأمر لي بالمال الذي أعطيتك أمس فورد على أمر لم يرد على مثله قط ، و تحيرت فلم أدر بماذا أجيبه ، و تفكرت ماذا أقول للرجل ان جحدتة قدمني و استحلفنى فكانت الفضيحة في الدنيا و الآخرة و الهتك و ان دافعته صاح و هتكنى .فقلت نعم عافاك الله منزلى هذا ليس بالحريز و لما أخذت مالك وجهت به إلى من هو قبله فتعود في غد فتأخذه .فانصرف