فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يرسل معه أخاه هارون فشد الله عضده به و جعله نبيا معه ، فأى فرج أحسن من فرج من أتى خائفا هاربا فقيرا قد آجر نفسه ثماني حج فجوزى بالنوبة و الملك قال الله تعالى : ( و قال الملا من قوم فرعون أ تذر موسى و قومه ليفسدوا في الارض ، و يذرك و آلهتك .قال سنقتل أبناءهم و نستحيي نساءهم و إنا فوقهم قاهرون ( 1 ) فهذه شدة أخرى لحقت بني إسرائيل فكشفها الله تعالى عنهم .قال الله تعالى : ( و قال موسى لاخيه هارون اخلفنى في قومى و أصلح ( 2 ) .( و قال موسى لقومه استعينوا بالله وا صبرا إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا و من بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم و يتسخلفكم في الارض فينظر كيف تعلمون ( 3 ) و قال تعالى : ( و تمت كلمة ربك الحسني على بني إسرائيل بما صبروا و دمرنا ما كان يصنع فرعون و قومه و ما كانوا يعرشون ( 4 ) .فأخبر تعالى عن صنعه لهم و فلقه البحر لبني إسرائيل حتى عبروه يبسا ، و اغراقه فرعون لما تبعهم فكل ذلك أخبار عن محن عظيمة انجلت بمنح جليلة لا يؤدى شكر الله عليها و يجب على العاقل تأملها ليعرف كنه تفضل الله بكشف الشدائد و إغاثته بإصلاح كل فاسد لمن تمسك بطاعته ، و اخلص في خشيته .و اصلح من نيته ، ليسلك من هذه السبيل ، فانها إلى النجاة من المكاره أوضح طريق و أهدى دليل .و ذكر سبحانه و تعالى في ( و السماء ذات البروج ( 5 ) أصحاب الاخدود ، و روى قوم من أهل الملل المخالفة للاسلام عن كتبهم أشياء في ذلك فذكرت اليهود : ان أصحاب الاخدود كانوا دعاة إلى الله تعالى و إن ملك بلدهم أضرم لهم نارا و طرحهم فيها فاطلع الله على صبرهم ، و خلوص نياتهم في دينهم و طاعتهم له فأمر النار أن لا تحرقهم فشوهدوا فيها قعودا و هي تضرم عليهم و لا تحرقهم و نجوا منها ، و جعل الله دائرة السوء على الملك فأهلكه .