فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و بقيت متحيرا لا أدري ما أصنع ، و غلظ على الامر جدا فأدركني الليل و فكرت في بكور الخراساني فلم يأخذني نوم و لم أقدر على الغمض .فقمت إلى الغلام و قلت له : أسرج لي البغلة .فقال يا مولاى : هذه العتمة بعد و ما مضى من الليل شيء فالى أين تمضى ؟ ! فرجعت إلى الفراش فإذا النوم ممتنع على فلم أزل أقوم إلى الغلام و هو يردنى حتى فعلت ذلك ثلاث مرات و أنا لا يأخذني القرار حتى طلع الفجر و أسرج الغلام البغلة و أقبلت أفكر و هي تسير حتى بلغت الجسر فعدلت بي إليه فتركتها فعبرت ثم قلت إلى أين أعبر و لكن إن رجعت وجدت الخراساني على بأبي فأعدها تمضى حيث شاءت فلما عبرت الجسر أخذت بي يمنة دار المأمون فتركتها و مرت فلم أزل كذلك إلى أن قربت من دار المأمون و الدنيا بعد مظلمة و إذا بفارس قد تلقاني و نظر في وجهي ثم سار و تركني ثم رجع إلى و قال : ألست أبا حسان الزيادي ؟ قلت : نعم .قال بعثت إليك .فقلت و ما تريد يرحمك الله ؟ و من بعثك إلى فقال الامير حسن بن سهل .فقلت في نفسى ما يريد منى ثم قلت فها أنا ذا أمضي اليه فمضى حتى أستأذن لي عليه فدخلت عليه فقال أبا حسان .ما خبرك ، و كيف حالك ، و لم انقطعت عنا ؟ قلت : لاسباب ، و ذهبت اعتذر من التخلف .فقال دع ذا عنك أنت في لوثة و أمر ما هو فانى رأيتك البارحة في النوم في تخليط كثير .فابتدأت فشرحت له قصتى من أولها إلى آخرها إلى أن لقيني صاحبه و دخلت عليه فقال : لا أغمك الله يا أبا حسان قد فرج الله عنك هذه بدرة للخراساني مكان بدرته ، و بدرة أخرى تتسع بها فإذا نفدت اعلمنا .فرجعت من ساعتي فقضيت دين الخراساني و اتسعت بالباقي و فرج الله عز و جل عني و حدثني بهذا الحديث أبو الفرج محمد بن محمد بن جعفر قال حدثنا أبو القاسم على بن محمد بن أبى حسان الزيادي ، و كان محدثا ببغداد ثقة مشهورا قال : حدثني أبى عن أبيه قال : كنت وليت القضاء من قبل أبى يوسف القاضي رحمه الله ثم صرفت و تعطلت و ضقت إضاقة شديدة و ركبنى دين فادح ، لخباز ، و بقال ، و قصاب ، و عطار