فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
تنحى عن طريقهم فلما رأوه بطيلسان بادروا إليه و قالوا له : أتعرف منزل رجل يقال له أبو حسان الزيادي ؟ فقال أنا هو .فقالوا له : أجب أمير المؤمنين ، و حمل فدخل على المأمون فقال له من أنت ؟ قال رجل من أصحاب أبى يوسف القاضي من الفقهاء .قال بأى شيء تكنى ؟ قال : بأبي حسان .قال : بمن تعرف ؟ قال : فقلت بالزيادى .و لست منهم إنما سكنت بينهم فنسبت إليهم .فقال : قصتك فشرحت له خبرى .قال فبكى بكاء شديدا ثم قال ويحك ما تركني رسول الله صلى الله عليه و سلم أنام الليلة بسببك إذ أتانى في أول الليل فقال : أغث أبا حسان الزيادي فانتبهت و لم أعرفك ، و أثبت اسمك و نسبك و نمت فأتاني .فقال كمقالته فانتبهت منزعجا .ثم نمت فأتاني و قال ويحك أغث أبا حسان .فما تجاسرت على النوم و أنا ساهر منذ ذلك الوقت و قد بثثت الناس في طلبك ثم أعطانى عشرة آلاف درهم فقال هذه للخراساني .ثم أعطانى عشرة آلاف درهم أخرى فقال اتسع بها ، و أصلح أمرك ، و أعمر دارك و اشتر مركبا سريا و ثيابا حسنة و عبدا يمشى بين يدى دابتك ، ثم أعطانى ثلاثين ألف درهم فقال جهز بناتك بهذه و زوجهن فإذا كان يوم الموكب فصر إلى لا قلدك عملا و أحسن إليك .قال فخرجت و المال محمول معي فجئت إلى مسجدى فصليت الغداة و التفت فإذا الخراساني فأدخلته إلى البيت و أخرجت بدرة فقلت : خذ هذه .فلما رآها قال : ليس هى عين مالى .فقلت : نعم .فقال : ما سبب هذا الامر ؟ فقصصت عليه القصة فبكى و قال : و الله لو صدقتني في أول الامر عن خبرك ما طلبتك بها ، و أما الآن فو الله لا دخل مالى شيء من مال هؤلاء ، و أنت في حل .و قام فانصرف فأصلحت أمري و بكرت يوم الموكب إلى باب المأمون فأدخلت عليه و هو جالس جلوسا عاما فلما مثلت بين يديه استدنانى ثم أخرج عهدا من تحت مصلاه فقال : هذا عهدك على قضأ المدينة الشرقية من الجانب الغربي من مدينة السلام ، و قد أجريت عليك في كل شهر كذا .كذا .فاتق الله تدم لك عناية رسول الله صلى الله عليه و سلم .قال : فعجب الناس من كلامه و سألوني عن معناه فاخبرتهم الخبر فانتشر فما زال أبو حسان قاضى