فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الحسن بن سلمة كاتب خزيمة قال : نظر خزيمة يوما إلى هذا الرجل في داره و كان لقيه و خاطبه قبل ذلك بيوم و أضجره و وافق من خزيمة ضجرا بشيء حدث من أمور المملكة مع ما فيه من الجبروتية و الكبر فحين خاطبه الرجل صاح فيه و أمر بإخرجه من داره إخراجا عنيفا ثم دعاني فقال : و الله لئن دخل هذا الرجل داري لاضربن عنقه فأخبره بذلك و حذره ، و تقدم إلى البوابين و الحجاب بذلك .و كان خزيمة إذا وعد أو توعد فليس إلا الوفاء فخرجت إلى البوابين و الحجاب و أصحاب المقارع فبالغت في تحذيرهم و عرفتهم ما قال و أنه حلف أن يضرب أعناقهم و أكدت القصة و الوصية بجهدي مستظهرا لنفسي و مضيت خارج الدار فإذا الرجل واقفا فأعلمته أن دمه مرتهن بنظرة ينظرها إليه خزيمة في دار السلطان ، أو على بابه أو في بعض الطريق و حذرته تحذيرا شديدا ، و خوفته بالله عز و جل في دمه أن لا يجعل لي نفسه سبيلا فشكرنى على تحذيره و انصرف كئيبا .فلما أصبحنا من غد غدوة إلى دار خزيمة على رسمي في الملازمة فلما دنوت من الباب إذا بالرجل واقفا كما كان يقف منتظرا لركوبه فعظم ذلك على فقلت يا هذا : أما تخاف الله عز و جل أ تحب أن تقتل نفسك ، أما تعرف الرجل ؟ فقال : و الله ما أتيت هذا الرجل جهلا منى و لا اغترارا بل أتيته على أصل قوى و سبب وثيق و سترى من لطف الله عز و جل ما يسرك و تعجب منه .قال الحسن بن سلمة فزاد عجبى منه و دخلت الدار فصادفت خزيمة في صحن الدار يريد الركوب فحين نظر إلى قال لي ما فعل حامد بن عمرو ؟ قلت رأيته الساعة بالباب و قد تهددته فلما رأيته اليوم بالباب تعجبت من جهله وعوده مع ما أعذرت اليه من الوعيد و أمرته بالانصراف فأجابني بجواب لا أدري ما هو فأنا بري من فعله .فقال : بأى شيء أجابك ؟ فأخبرته فسكت خزيمة و خرج فركب فحين رآه ترجل له حامد فصاح خزيمة لا تفعل و ألحقني إلى دار أمير المؤمنين قال و سرنا و دخل إلى دار أمير المؤمنين الرشيد و دخلنا معه إلى حيث جرت عادتنا أن نبلغه معه من الدار فجلسنا فيه و مضى خزيمة يريد دار الخليفة و جاء حامد فجلس