فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
في منامى فقال لي : أعط فلان بن فلان العطار بالكرخ أربعمائة دينار يصلح بها شأنه فكنت اليوم طول نهارى في طلبك و ما عرفك أحد .فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتانى البارحة في منامى فقال لي كيت كيت .قال فبكى على بن عيسى و قال أرجو أن تكون هذه عناية من رسول الله صل الله عليه و سلم بي .ثم قال : هاتوا ألف دينار فجاء بها عينا فقال خذ أربعمائة دينار إمتثالا لامر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ستمأة دينار هبة منى لك : فقلت ما أحب أن أزداد على عطاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنى أرجوا البركة فيه لا فيما عداه .فبكى على بن عيسى و قال : هذه ألف دينار فخذ ما بدا لك .فأخذت أربعمائة دينار و انصرفت فقصصت قصتى على صديق لي و أريته الدنانير و سألته أن يقصد غرمائي و يخبرهم و يتوسط بيني و بينهم ففعل ذلك فقالوا : نؤخر بالمال ثلاث سنين فليفتح دكانه فقلت لاولئك تأخذون منى الثلث في كل سنة فأعطيتهم مائتي دينار و فتحت دكاني بالمائتى الباقية فما حال الحول إلا و معي ألف دينار ، فقضيت ديني كله و ما زال مالى يزيد و حالي يصلح إلى الآن و الآخر حدثني به أبو الحسن على بن يوسف الازرق التنوخى ، قال : حدثني أبو القاسم بن مأجور المنجم ، قال : حججت فرأيت عند طاهر ابن يحيى العلوي بالمدينة رجلا خراسانيا كان يحج في كل سنة فإذا دخل المدينة جاء إلى طاهر بن يحيى فأعطاه مائتي دينار من ماله كانت كالجراية له منه .فلما كان سنة قبل ذلك جاء يريد داره ليعطيه المال فاعترضه رجل من أهل المدينة فسب عنده طاهرا و قال : تضيع دنانيرك التي تدفعها إليه و هذا يأخذ منك و من غيرك فيصرفه فيما يكرهه الله عز و جل فيفعل و يصنع ؟ و تكلم فيه بكل قبيح قال الخراساني : فلما سمعت ذلك عرضت نفسى عن دفع شيء اليه و تصدقت بالدنانير و خرجت من المدينة فلم ألقه ، فلما كان في العام الثاني دخلت المدينة فتصدقت بما كنت أريد أن أتصدق به و طويت طاهرا فلم أمض اليه .فلما كان في العام الثالث تأهبت للحج فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم في منامى و هو يقول : ويحك قبلت في ابنى طاهر بن يحيى