فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فأخذ الصديق الفرخ فمسحه من التراب و أعاده في و كره فرد الله عليه عقله و قال ابن عيينة : ما يكرهه العبد خير له مما يجب ، لان ما يكرهه يهيجه على الدعاء و ما يحبه يلهيه .و روى عن عبد الصمد العمي قال : سمعت مالك بن دينار يقول في مرضه و هو آخر كلام سمعته منه : ما أقرب النعم من البؤس يعقبان و يوشكان زوالا .و روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال لجلسائه يوما و فيهم عمرو بن العاص : ما أحسن شيء يناله المرء ؟ فأتى كل رجل برأيه و عمرو ساكت .فقال له عمر : ما تقول يا عمرو ؟ قال الغمرات ثم ينجلين .كتب سعيد بن حميد إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر كتابا من الانبار قال فيه : و أرجو أن يكشف الله بالامير هذه الغمة الطويل مداها ، البعيد منتهاها ، فإن طولها قد أطمع في انقضائها ، و تراخى أيامها قد سهل طريق الامل لفنائها .قال مؤلف هذا الكتاب : لحقتني محنة عظيمة من السلطان فكتب إلى أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي رقعة يتوجع إلى فيها نسختها : بسم الله الرحمن الرحيم : " مدد النعم أطال الله بقاء القاضي بغفلات المسار و ان طالت أحلام ، و ساعات المحن و إن قصرت بسوابغ الهم أعوام ، و أحظانا بالمواهب من ارتبطها بالشكر ، و أنهضنا باعباء المصائب من قاومها بعدد الصبر ، إذ كان أولها بالعظة مذكرا ، و آخرها بمضمون الفرج مبشرا ، و إنما يتعسف ظلم الفتنة ، و يتمسك بتفريط العزم ضال الحكمة ، و من كان بسنة الغفلة مغمورا ، و بضعف المنية و الرأي مقهورا ، و فى انتهاز فرص الحرم مفرطا ، و لمرضى ما اختاره الله تعالى متسخطا و القاضي أنور بصيرة ، و أطهر سريرة ، و أكمل حزما ، و أنفذ مضاء و عز ما من أن يتسلط الشك على يقينه ، أو يقدح اعتراض الشبه في مروءته و دينه ، فيلقى ما اعتمده الله من طارق القضاء المحتوم بغير واجبه من فرط الرضا و التسليم ، و مع ذلك فانما تعظم المحنة إذا تجاوزت ، و ضعف التنبيه من الله جل ذكره إلى واجب العقوبة ، و يصير تجنى السلطان بها وجوب الحجة فشغلت الالسن عن محمود الثناء منها