فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
تطرقك حسن الظن بالله تعالى في كشفها فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج ، و يقال العاقل لا يذل لاول نكبة ، و لا يفرح بأول نعمة فربما أقلع المحبوب عما يضر ، و أجلى المكروه عما يسر .شكا عبد الله بن طاهر إلى سليمان بن يحيى ابن معاذ كاتبه بلاء خافه و توقعه فقال له أيها الامير : لا يغلبن على قبلك إذا اغتممت ما تكره دون ما تحب ، فلعل العاقبة تكون ما تحب ، و توقى ما تكره فتكون كمن يتسلف الغم و الخوف .قال : أما إنك فقد فرجت عني ما أنا فيه .بلغني أن الناس قحطوا بالمدينة في أيام عمر رضى الله عنه فخرج بهم مستسقيا فكان أكثر قوله الاستغفار .فقيل له يا أمير المؤمنين : لو دعوت الله تعالى ؟ فقال أما سمعتم قوله تعالى : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ( 1 ) الآيات فصار الاستكثار منه في خطب الاستسقاء سنة إلى اليوم .حكى عن أنو شروان أنه قال : جميع مكاره الدنيا ينقسم على ضربين .فضرب فيه حيلة فالاضطراب دواؤه ، و ضرب لا حيلة فيه فالاصطبار شفاؤه .و كان بعض الحكماء يقول : الحلية فيما لا حيلة فيه الصبر ، و كان يقال : من اتبع الصبر أتبعه النصر ، و من الامثال السائرة الصبر مفتاح الفرج ، من صبر قدر ثمرة الصبر الظفر ، و عند اشتداد البلاء يأتى الرخاء ، و كان يقال : تضايقى تنفرجى ، إذا اشتد الخناق انقطع الوثاق .و العرب تقول : إن في الشر خيارا .قال الاصمعى : معناها إن بعض الشر أهون من بعض .و قال أبو عبيدة : معناها إذا أصابتك مصيبة فاعلم أنه قد يكون أجل منها فلتهن عليك مصيبتك .و قال بعض الحكماء : عواقب الامور تتشابه في الغيوب ، فرب محبوب في مكروه و مكروه في محبوب و كم مغبوط بنعمة هى داؤه ، و مرحوم من داء فيه شفاؤه ، و رب خير من شر ، و نفع من ضر .و روى أن على بن أبى طالب سلام الله عليه قال : يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي قد أتى فانه ان يكن من عمرك يأتك الله فيه بمحنتك ، و اعلم أنك