فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ففعل ذلك فنجا ، و عاد إلى موضعه و تشاغل بعبادته .و وقعت لي هذه الحكاية على سياقة أخرى و ذلك : أن الرجل خبأ الحية في جوفه فقالت له الحية : اختر منى إحدى خصلتين أن أنكثك نكثة فأقتلك ، أو اكرث كبدك فتلقيها من أسفل قطعا ؟ قال : و الله ما كافأتينى .قالت : فلم تضع المعروف عند من لا يعرفه ؟ و قد عرفت عداوة ما بيني و بين أبيك قديما ، و ليس معي مال فأعطيك و لا دابة فأحملك ؟ فبهذا أكافئك .قال : فامهلينى حتى آتى سفح الجبل ، و امهد لنفسي قبرا .فبينما هو يمشى إذا فتى حسن الوجه ، طيب الرائحة ، حسن الثياب فقال له يا شيخ : مالى أراك مستسلما للموت ، آيسا من الحياة ؟ قال من عدو في جوفي يريد هلاكى فاستخرج شيئا من كمه فدفعه اليه و قال : كله ، فلما أكله وجد مغصا شديدا ثم ناوله أخرى فأكلها فرمى بالحية من أسفله قطعا .فقال له من أنت ؟ يرحمك الله فما أحد أعظم منة على منك .قال : أنا المعروف الذي صنعت لان أهل السماء لما رأوا غدر الحية بك اضربوا كل يسأل ربه أن يغيثك .قال الله عز و جل يا معروف : أدرك عبدي فاياى أراد بما صنع بلغني أن رجلا جنى على عهد عبد الملك بن مروان جناية فأهدر دمه ، و أمر بطلبه و أهدر دم من يأويه ، فتحاماه الناس فكان يأوى الجبال و المفاوز مستخفيا لا يذكر اسمه و يضاف اليوم و اليومين فإذا عرف طرد .فقال الرجل : كنت يوما أسيح في بطن واد فإذا بشيخ أبيض عليه ثياب بيض قائم يصلى فقمت فصليت إلى جانبه فلما سلم قال لي : من أنت ؟ فقلت رجل أخافنى السلطان و قد تحامنى الناس و لم يجرنى أحد فأنا أسيح في هذه البرية خائفا على نفسى .قال : فأين أنت من السبع ؟ قلت وأى سبع .قال : " تقول سبحان الله الواحد الذي ليس غيره ، سبحان الدائم الذي لا يعادله شيء ، سبحان القائم القديم الذي لا بدء له ، سبحان الذي يحي و يميت ، سبحان الذي كل يوم هو في شأن الذي خلق ما يرى و ما لا يرى ، سبحان الذي علم كل شيء بغير تعليم .أللهم إنى أسألك بحق هذه الكلمات و حرمتهن أن تفعل بي كذا و كذا فأعادهن على حتى حفظتهن .قال الرجل : و فقدت صاحبي فألقى الله عز و جل الامن في قلبى فخرجت من وقتي