فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قلت له : خذ هذه الرقعة ، فشدها على عضدك الايمن و لا تعلقها عليك إلا إذا كنت طاهرا .قال : فأخذها و قام و وضع بين يدى دينارا عينا فتداخلنى رحمة له فصليت ركعتين و دعوت الله عز و جل أن ينفعه بالكتاب ، و يرضى عليه قلب مولاه و جلست .فما مضت إلا ساعتان فإذا بأبي الجود خليفة عجيف غلام ناذوك و كان على الشرطة قد جاءني فقال : أجب الامير ناذوك .قال : فخفت .فقال : لا ترع و أركبنى بغلا و جاء بي إلى دار ناذوك فتركني في الدهليز و دخل فلما كان بعد ساعة أدخلت إلى ناذوك فإذا هو جالس في دست عظيم و بين يديه الغلمان قياما نحو ثلاث مائة غلام و أكثر ، و كاتبه أبو القاسم جالس بين يديه و رجل لا أعرفه ، فارتعت و أهويت لاقبل الارض .فقال : مه عافاك الله لا تفعل هذه من سنن الجبارين ، ما نريد نحن هذا اجلس يا شيخ لا تخف .قال : فجلست فقال جاءك اليوم غلام أمرد فكتبت له كتابا للعطف ؟ فقلت : نعم .قال فاصدقنى عما جرى بينكما حرفا حرفا ، قال فأعدته عليه حتى لم أخرم منه حرفا ، و تلوت عليه الآيات .قال فلما قلت له : إن الغلام قال أنا عبد مملوك و ما أعددت لنفسي من أقصده لهذا الحال و لا أعرف جهة ألجأ إليها و قد طردنى مولاى بكيت أنا لما تداخلني من رحمتي للفتى و محبتي للدينار الذي أعطانيه .قال : فدمعت عين ناذوك ثم تجلد و استوفى الحديث و قال قم يا شيخ بارك الله فيك و عليك ، و مهما عرضت لك حاجة أو لجارك أو لصديقك فاسألني إياها فانى أقضيها إن شاء الله تعالى ، و أكثر الحضور عندنا ، و انبسط في هذه الدار فانك محجوب عنها ، فدعوت له و خرجت فلما صرت في الدهليز إذا بالفتى فعدل بي إلى موضع و اجلسني فقلت : ما خبرك ؟ قال أنا غلام الامير و كان قد عضب على و طردنى فجئتك فلما جلست عندك طلبني فرجعت فإذا برسل قد انبثوا في طلبي ، فلما حضرت قال أين كنت فحدثته ، فلم يصدقنى فطلبك فلما حدثته بمثل ما حدثته أنا حرفا بحرف و خرجت الساعة أحضرنى و قال يا بني إنك الساعة من أجل غلماني عندي ، و أمكنهم من قلبى ، و أخصهم بي إذ كنت لما عاملتك بهذا ما غيرك ذلك