فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
حتى هبت ريح باردة ، و غبرة فلم ير بعضنا بعضا ، و وقعنا لوجوهنا ، و اشتغلنا بأنفسنا عن الفتى ، ثم سكنت الريح و الغبرة فرأينا الكواكب و طلبنا الفتى فلم نجده .و رأينا قيوده مرمية بحضرتنا .قال فقال الحاجب للخادم هلكنا سيقع لامير المؤمنين أنا أطلقناه فماذا نقول لئن نحن كذبناه لم نأمن أن يبلغه حبر الفتى ، و لئن صدقناه ليعجلن المكروه علينا ؟ فقال أحدهما للآخر لئن كان الكذب ينجى فالصدق أنجى .فلما دخلوا عليه قال هلم ما فعلتما ؟ فقال الحاجب يا أمير المؤمنين الصدق أولى ما اتبع و مثلي لا يجترئ أن يكذب على أمير المؤمنين ، و أنه كان من الخبر كذا و كذا فقصه عليه .فقال الرشيد : و الله لقد تداركه اللطف الخفى ، و الله لاجعلنها من مقدمات دعائي أمض لشأنك و اكتم ما جرى .و عن أبى سلمة عبيد الله بن منصور قال : جرت على رجل شدة هاضته فلح في الدعاء ذات ليلة فهتف به هاتف يا هذا : " قل يا سامع كل صوت ، و يا بارئ النفوس بعد الموت ، و يا من لا تغشاه الظلمات ، و يا من لا يشغله شيء عن شيء " .قال فدعا بها ففرج الله عنه و لم يسأل ربه حاجة تلك الليلة إلا أعطاه و عن إسحاق العروانى قال : زحف إلينا ابن ادمهو مرد عند مدينة الكرج في ثمانين فيلا فكادت تنقض الصفوف و الخيول فكرب لذلك محمد ابن القاسم ، فنادي عمران بن النعمان أمير أهل حمص و أمر الاجناد فنهضوا فما استطاعوا فلما أعيته الامور نادى مرارا : لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .فكف الله الفيلة بذلك و سلط عليها الحر فأنضجها فنزعت إلى الماء فما استطاع سواقها و لا أصحابها حبسها و حملت الخيل عند ذلك فكان الفتح قال كان حبيب بن سلمة يستحب إذا لقى العدو أو ناهض حصنا قول : لا حول و لا قوه إلا بالله .و انه ناهض يوما حصنا فانهزم الروم فقالها المسلمون فانصدع الحصن .حدثني الحسين بن عبد الرحمن : أن بعض الوزراء نفاه الملك لموجدة وحدها عليه فاغتم لذلك غما شديدا فبينما هو ذات ليلة في مستتر له إذ أنشد رجل معه بيتين من شعر و هما :