فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و لا نستحسن أخذ شيء منكما مع هذا الحال .فقمت و تغير حالي فقال أبى اردد الدراهم على أبى بكر فدفعتها إلى من جاء بها فردها عليه ، و كان أبى يصوم تلك الايام كلها فلما غابت الشمس ذلك اليوم و تطهر لم يفرط وصلى المغرب و صليت معه ثم أقبل على الصلاة و الدعاء إلى أن صلى العشا الآخرة .ثم دعاني فقال : اجلس يا بني جائيا على ركبتيك ففعلت ، و جلس هو كذلك ثم رفع رأسه إلى السماء فقال يا رب : " محمد بن القاسم قد ظلمني ، و حبسني على ما ترى ، و أنا بين يديك ، قد استغثت إليك ، و أنت أحكم الحاكمين ، فاحكم بيننا " .لا يزيد عليها ، ثم صاح بها إلى أن ارتفع صوته و لم يزل يكررها بصياح و بكاء ، و استغاثة إلى أن ظننت أنه قد مضى ربع الليل .فو الله ما قطعها حتى سمعت الباب يدق فذهب عني أمري ، و لم أشك أنه القتل و فتحت الابواب فدخل قوم بشموع ، فتأملت فإذا فيهم سابور خادم القاهر .فقال : أين أبو طاهر ؟ فقام أبى فقال : ها أنا ذاك .فقال أين ولدك ؟ فقال : هو ذا .فقال انصرفا إلى منزلكما .فإذا هو قد قبض على محمد بن القاسم و أخذه إلى دار القاهر فانصرفنا و عاش محمد في الاعتقال ثلاثة أيام و مات .لما خرج طاهر بن الحسين إلى محاربة على بن عيسى بن ماهان جعل ذات يوم في كمه دراهم يفرقها على الفقراء ، ثم أسبل كمه ناسيا فانتقضت الدراهم فتطير من ذلك و اغتم فانتصب له شاعر فقال : هذا تفرق جمعهم لا غيره و ذهابه منه ذهاب الهم شيء يكون الهم نصف حروفه لا خير في إمساكه في الكم فسلى همه و ما به و أمر له بثلاثين ألف درهم .انصرف يحيى بن خالد البرمكي من عند الهادي و قد ناظره في تسهيل خلع العهد عن هارون الرشيد و يحيى يحلف أنه قد فعل ذلك و جهد به فامتنع هارون .فقال له الهادي : كذبت هذا من فعلك ، و الله لافعلن بك و لاصنعن ، و توعده بكل عظيمة و صرفه ، فجاء إلى داره فكلم غلامه في شيء فأجابه بما أعاظه ، فلطمه يحيي فانقطعت حلقة خاتمه وضاع الفص .