فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فأخذه بحمية فابتلعه .فلما صار في حوصلته دخل المطهرة فتغسل و نشر جناحيه و صاح و نشط فبكيت و رفعت رأسي إلى السماء .فقلت : " أللهم كما فرجت عن هذا الشاهمرج ففرج عني و ارزقنى " .فما رددت طرفي حتى دق الباب داق فقلت : من ؟ فقال : إبراهيم بن نوح ، و كان للعباس وكيل هذا اسمه .فقلت ادخل ، فنظر إلى صورتي فقال : مالى أراك على هذه الحالة .فكتمته خبرى .فقال : الامير يقرأ عليك السلام و قد أصبح في هذا اليوم و هو يذكرك و أمر لك بخمسمائة دينار و أخرج الكيس و وضعه بين يدى .فحمدت الله تعالى و دعوت للعباس ثم أريته قصتى و أطلعته داري و بيوتى و عرفته خبر الدابة و المنديل و الشاهمرج و الدعوة فتوجع لي و انصرف .فلم يلبث أن عاد و قال : قد صرت إلى الامير و حدثته حديثك كله فتوجع و أمر لك بخمسمائة دينار أخرى ثانية لتلك و أنفق هذه إلى أن يصنع الله عز و جل .و عاد غلامي و قد باع المنديل ببضع عشرة درهما فاشترى ما أمرته فأريته الدنانير و حدثته الحديث و ما زال صنع الله يتعاهدنى قال المدايني في كتابه و حدث القاضي أبو الحسن في كتابه عن المدايني بغير إسناد و اللفظان متقاربان : ان اعرابية كانت تخدم نساء النبي صلى الله عليه و سلم و كانت كثيرا تتمثل بهذا البيت : و يوم الوشاح من تعاجيب ربنا إلا أنه من ظلمة الكفر أنجاني فقيل لها : إنك لتكثرين التمثل بهذا البيت و إنا لظنه لامر فما هو ؟ فقالت أجل كنت عسيفة على قوم من البادية - و العسيف الاجير - فجاءت جارية منهن فاختطف وشاحها عقاب و نحن لا ندرى .فقلن إن الوشاح أنت صاحبته ، فحلفت و اعتذرت فأبين قبول قولى و استدعين الرجال فجاؤا و فتشونى فلم يجدوا شيئا .فقال بعضهم احتملته في فرجها ، فأرادوا أن يفتشوا فرجى فما ظنكم بإمرأة تخاف ذلك .فلما خفت الشر رفعت رأسي إلى السماء و قلت : " يا رباه أغثنى " .فمرت العقاب فطرحته بيننا فندموا و قالوا ظلمنا المسكينة و جعلوا يعتذرون إلى فما وقعت في كربة إلا ذكرت ذلك و هو يوم الوشاح و رجوت الفرج حكى القاضي أبو الحسين في كتابه قال : حدثني