فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أبو الحسن ابن الفرات أبا على بن مقلة في وزارته الثالثة لم أدخل اليه في حبسه ، و لا كاتبته متوجعا له ، و لا راسلته خوفا من أن يلقى ذلك إلى ابن الفرات .و كانت بيني و بين ابن مقلة مودة لطيفة فلما طالت نكبته كتب إلى رقعة طويلة فيها : ترى حرمت كتب الاخلاء بينهم أبن لي أم القرطاس أصبح غاليا فما كان لو ساءلتنا كيف حالنا و قد دهمتنا نكبة هى ماهيا صديقك من راعاك عند شديدة و كل تراه في الرخاء مراعيا فهبك عدوي لا صديقي فربما تكاد الاعادى يرحمون الا عاديا ثم اتبع ذلك بكلام يعاتبنى فيه و يقول : إنه قد أنفذ إلى في طى رقعته رقعة إلى الوزير يسألنى إعراضها عليه وقت خلوة لا يكون فيها ابنه أبو أحمد المحسن ففتحت رقعته إلى الوزير فإذا هى " بسم الله الرحمن الرحيم : أقصرت أطال الله بقاء الوزير فعلى و صنعى على الاستعطاف و الشكوى ، حتى تناهت بي المحنة و البلوى ، في النفس و المال و الجسم و الحال إلى ما فيه شفاء للمنتقم ، و تقويم للمحترم حتى أفضت إلى الحيرة و التبلد ، و عيالي إلى الهتكة و التلدد و ما أقول ان حالا أتاها الوزير أيده الله في أمري الا بحق واجب ، و ظن صدق كاذب الا أن القدرة تذهب الحفيظة ، و الاعتراف يزيل الاقتراف ، و المعروف يؤثره أهل الفضل و الدين ، و الاحسان إلى المسي من أفعال المتقين ، و على كل حال فلى ذمام و حرمة ، و تأميل و خدمة ، فان كانت الاساءة تضيعها فرعاية الوزير أيده الله تحفظها ، فان رأى الوزير أطال الله بقاءه أن يلحظ عبده بعين رأفته ، و ينعم عليه بإحياء مهجته ، و يخلصها من العذاب الشديد ، و الجهد الجهيد ، و يجعل له من معروفه نصيبا ، و من البلوى فرجا قريبا ، فعل ان شاء الله " .قال ابن يحيى : فأقامت الرقعة في كمى أياما لا أتمكن من عرضها إلى أن رسم الوزير بن الفرات بكتابة نسخة إلى جعفر ابن أبى القاسم و هو عامله حينئذ في فارس في مهم ، و ان احررها بين يديه ، و أعرضها عليه و خلا بي لهذا السبب فعملت النسخة ، و أوقفته عليها ، فأمرني بتحريرها فاغتنمت خلوته من كل أحد و قلت : قد عرف الوزير أيده الله