فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
إلى الظفر به فأخبرته بما عندي في ذلك .ثم أقبل على و قد انبسطت في محادثته انبساطا شديدا فقال أحب أن تنشدنى القصيدة التي فيها : يا ابن بنت النار موقدها ما لحاديها سراويل فقلت أصلح الله الامير : قد أربت نعمتك على قدر همتى فلا تذكرها بما ينغصها .فقال : إنما أريد الزيادة في طمأنينتك و تأنسك بأن لا تراني متحفظا مما خفت و عزم على إنشاد القصيدة عزم مجد ، فقلت يريد أن تطرأ على سمعه فيزيد ما في نفسه فيوقع بي و لم أجد من إنشاده بدا فأنشدته القصيدة فلما فرغت منها عاتبني عتابا شديدا ، و كان منه أن قال : يا هذا ما حملك على تكلف إجابتى ؟ فقلت : الامير أصلحه الله حملنى على ذلك فقال بماذا ؟ فقلت بقوله : و أبى من لا كفاء له من يسامى مجده قولوا فقلت كما تقول العرب و تفتخر السوقة على الملوك ، و كان لما بلغت إلى قولى : يا ابن بنت النار موقدها ما لحاديها سراويل قال لي و الله يا ابن مسلمة : لقد أحصينا في خزائن ذي اليمينين بعد موته ألفا و ثلثمأة من السراويل ما أصلح في إحداهن تكة سوى ما استعمل في اللبس ، على أن الناس لا يفكرون في إدخال السراويل في كساهم ، فاعتذرت اليه بما حضرنى من القول في هذا و جميع ما تضمنته القصيدة فقبل القول و بسط العذر و أظهر الصفح و قال : قد دللتنا على ما أحتجنا اليه من أمر نصر ابن شبث فنستحسن القعود معنا في حربه و الا يكون لك في الظفر به أثر يشاكل إرشادك لوجوه مطالبه فاعتذرت اليه بلزوم منزلى و ضيعتى و عجزى عن السفر للقصور عن النفقة فقال : نكفيك ذلك و تقبله منا بإذنك و دعا بصاحب دوابه فأمر بإحضار خمس مراكب من الخيل الهماليج بلجمها و سروجها المحلاة ، و بثلاث دواب من دواب الشاكرية ، و بخمسة أبغل من بغال النقل ، و استقر أ ذلك و أمر صاحب كسوته بإحضار ثلاث تخوت من