فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قد هذبتك الحادثات و إنما صفي الذهب الابريز قبلك بالسبك أما في رسول الله يوسف أسوة لمثلك محبوسا على الظلم و الافك أقام جميل الصبر في الحبس برهة فنال به الصبر الجميل إلى الملك على أنه قد ضيم في حبسك العلي و أصبح عز الدين في قبضة الشرك فأخذ الرقعة التي فيها الابيات فرفعها إلى خادم كان واقفا على رأسه و قال احفظها و غيبها فان فرج الله عز و جل عني فذكرني بها لاقضي حق هذا الرجل الحر : و قال لي أبو معشر و قد كنت أنا أخذت مولده وقت عقد له العقد و وقت عقدت البيعة للمستعين بالخلافة فنظرت في ذلك و صححت الحكم للمعتز بالخلافة بعد فتنة تجري و حروب و حكمت على المستعين بالقتل فسلمت ذلك إلى المعنز و انصرفنا و ضرب الدهر ضربه و صح الحكم فأمره قال لي أبو معشر : فدخلت أنا و البحترى إلى المعتز بالله و هو خليفة بعد المستعين و تغريقه فقال لي المعتز : لم أنسك و قد صح حكمك و قد أجريت لك في كل شهر مائة دينار رزقا و ثلاثين دينارا نزلا و جعلتك رئيس المنجمين في دار الخلافة و أمرت لك عاجلا بإطلاق ألف دينار صلة فقبضت ذلك كله من يومى و قال لي البحترى فتقدمت و أنشدت المعتز قصيدة مدحته بها و هنأته بالخلافة و هجوت فيها المستعين أولها : يجانبنا في الحب من لا نجانبه و يبعد عنا في الهوى من نقاربه حتى انتهيت إلى قولى : و كيف رأيت الحق قر قراره و كيف رأيت الظلم آلت عواقبه و لم يكن المعتز قد سرى ليعجز و المغتر بالله طالبه رمى بالقضيب عنوة و هو صاغر و عرى من برد النبي مناكبه و قد سرني إن قيل وجد عاريا من الشرق تحدو سقبه و ركائبه إلى واسط حيث الدجاج و لم يكن لينشب إلا في الدجاج مخالبه قال فاستعاد منى هذه الابيات مرارا فأعدتها و دعا بالخادم الذي كان معه في الحبس و طلب الرقعة التي كنت أنشدته الشعر الذي فيها في حبسه