فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وجدت في كتاب أبى الفرج المخزومي الحنطى ، عن أبى أمية الهشامي بإسناده ، عن منارة صاحب الخلفاء قال : رفع إلى هرون الرشيد أن رجلا بدمشق من بقايا بني أمية عظيم ألجاه ، واسع الدنيا كثير المال و الاملاك ، مطاعا في البلد له جماعة و أولاد و مماليك و موال يركبون الخيل و يحملون السلاح و يغزون الروم ، و أنه سمح جواد كثير البذل و الضيافة ، و أنه لا يؤمن منه فعظم ذلك على الرشيد .قال منارة : و كان وقوف الرشيد على هذه الحال و هو في الكوفة في بعض خرجاته إلى الحج في سنة ست و ثمانين و مائة و قد عاد من الموسم و بايع أمير المؤمنين الامين و المأمون و المؤمن أولاده فدعانى و هو خال فقال : إنى دعوتك لامر يهمنى و قد منعنى النوم فانظر كيف تعمل و تكون ، ثم قص على خبر الاموى و قال : أخرج الساعة فقد أعددت لك الجهازات ، و أزحت عنك في الزاد و النفقة و الآلات ، فضم إليك مائة غلام و اسلك البرية و هذا كتابي إلى أمير دمشق ليركب في جيشه ، فاقبضوا عليه و جئني به .و قد أجلتك لذهابك ستة ، و لعودك ستة ، و يوما لقعودك و هذا محمل تجعله في شقة إذا قيدته و تجلس أنت في الشق الآخر ، و لا تكل حفظه إلى غيرك ، حتى تأتيني به اليوم الرابع عشر من خروجك ، فإذا دخلت داره فتفقدها و جميع ما فيها و ولده و أهله و حاشيته و غلمانه و ما يقولون ، و قدر النعمة و الحال و المحل و احفظ ما يقوله الرجل حرفا حرفا من جميع ألفاظه مند وقوع طرفك عليه إلى أن تأتيني به ، و إياك أن يشذ عليك شيء من أمره انطلق .قال منارة : فودعته و خرجت فركبت الابل و سرت أطوى المنازل و أسير الليل و النهار ، و لا أنزل إلا للجمع بين الصلاتين و البول و تنفيس الناس قليلا إلى أن وصلت إلى دمشق في أول الليلة السابعة و أبواب البلد مغلقة فكرهت طرقها و نمت بظاهرها إلى أن فتح بابها من غد فدخلت على هيئتى حتى أتيت باب الرجل و عليه طفف كثيرة و حاشية كثيرة فلم أستأذن و دخلت بغير إذن ، فلما رأى القوم ذلك سألوا بعض من معي عني فقالوا : هذا منارة صاحب أمير المؤمنين أرسله أمير المؤمنين إلى صاحبكم