منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فصل: قوله «فَما بالُ الْقُرُونِالْأُولى. قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّيفِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَ لايَنْسى» الاية: 51- 52.قال الزجاج: القرن: أهل كل عصر فيهم نبي أوامام، أو عالم يقتدى به، و ان لم يكن واحدمنهم لم يسم قرنا.حكى اللّه تعالى ما قال فرعون لموسى «فَمابالُ الْقُرُونِ» و هي الأمم الماضية وكان هذا السؤال منه معاياة لموسى، فأجابهموسى بأن قال «عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي»لأنه لا يخفى عليه شيء من المعلومات.و قوله «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍلِأُولِي النُّهى» أي: ان في جميع ماعددناه دلالات لاولى العقول، و النهى جمعنهية، و انما خص أولي النهى لأنهم أوليالفكر و الاعتبار و أهل التدبير و الاتعاظ.و قيل: لأنهم ينهون النفوس عن القبائح. وقيل: لأنه ينتهي الى رأيهم.فصل: قوله «وَ لَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِناكُلَّها فَكَذَّبَ وَ أَبى» الاية: 56.تقديره: أريناه آياتنا التي أعطيناهاموسى و أظهرناها عليه «كلها» لما يقتضيهحال موسى (عليه السلام) معه، و لم يرد جميعآيات اللّه التي يقدر عليها و لا كل آيةخلقها لان من المعلوم أنه لم يرد جميعهابه.و السحر حيلة يخفى سببها و يظن بهاالمعجزة، و لذلك يكفر المصدق بالسحر لأنهلا يمكنه العلم بصحة النبوة، فان الساحريأتي بسحره.و قوله «مَكاناً سُوىً» أي: عدنا مكانايجتمع فيه و وقتا يأتى فيه مكانا سوى عدلابيننا و بينك، في قول قتادة و السدي، ذكرهابن زيد، و فيه إذا قصر لغتان:كسر السين و ضمها، و إذا فتحت السينمددته، نحو قوله «إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍبَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ» «1».