منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فان قيل: كيف قال ها هنا «يَوْمَ يَأْتِ لاتَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ» وقال في موضع آخر «هذا يَوْمُ لايَنْطِقُونَ. وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْفَيَعْتَذِرُونَ» «1» و قال في موضع آخر«يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُعَنْ نَفْسِها» «2» و قال «وَ قِفُوهُمْإِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» «3» و قال في موضعآخر «فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ» «4» و هلهذا الا ظاهر التناقض؟قلنا: لا تناقض في ذلك، لان معنى قوله«وقفوهم انهم مسؤولون» انما يسألون سؤالتوبيخ و تقرير و تقريع لا يجاب الحجة عليهملا سؤال استفهام، لأنه تعالى عالم بذلكلنفسه.و قوله «فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس و لاجان» أي: لا يسأل ليعلم ذلك منه، من حيث أنهتعالى قد علم أعمالهم قبل أن يعملوها. وقيل: معناه انه لا يسأل عن ذنب المذنب انس ولا جان غيره، و انما يسأل المذنب لا غير. وكذلك قوله «يوم لا ينطقون» أي: لا ينطقونبحجة، و انما يتكلمون بالإقرار بذنوبهم ولوم بعضهم بعضا و طرح بعضهم على بعضالذنوب.فأما التكلم بحجة فلا، و هذا كما يقولالقائل لمن يخاطب بخطاب كثير فارغ منالحجة ما تكلمت بشيء، فسمي من يتكلم بمالا حجة فيه غير متكلم كما قال «صُمٌّبُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ» «5»و هم كانوا يبصرون و يسمعون.و قال بعضهم: ان ذلك اليوم يوم طويل لهمواضع و مواطن و مواقف في بعضها يمنعون منالكلام، و في بعضها يطلق لهم ذلك، بدلالةقوله «يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه» وكلاهما حسن، و الاول أحسن.