منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فصل: قوله «خالِدِينَ فِيها ما دامَتِالسَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَرَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمايُرِيدُ» الاية: 107.الخلود: الكون في الامر أبدا. و الدوام:البقاء أبدا، و لهذا يوصف تعالى بأنه دائمو لا يوصف بأنه خالد.و قوله «الا ما شاء ربك» اختلفوا في هذاالاستثناء على عدة أقوال، فالذي نختاره ويليق بمذهبنا في الارجاء ان اللّه تعالىأخبر أن الأشقياء المستحقين للعقابيحصلون في النار.ثم استثنى من أراد من فساق أهل الصلاة إذاأراد التفضل بإسقاط عقابه، أو من يشفع فيهالنبي (عليه السلام)، فعند ذلك لا يدخلهالنار، و يكون على هذا «ما» معناها «من»كأنه قال: الا من شاء ربك فلا يدخله النار،و هو قول ابن عباس و قتادة و الضحاك و جابربن عبد اللّه و أبي سعيد الخدري و جماعة منالمفسرين.فصل: قوله «وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوافَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها مادامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّاما شاءَ رَبُّكَ» الاية: 108.معنى «ما دامت السماوات و الأرض» المصدر،كأنه قال: دوام السماوات و الأرض الا مشيئةربك، و فيه حسن التقابل، و فيه جميع ماذكرناه في الاستثناء من الخلود في النار.الا الوجهين الذين ذكرناهما في جوازإخراج بعض الأشقياء من تناول الوعيد لهمأو إخراجهم من النار بعد دخولهم فيها، فانذلك لا يجوز هاهنا، لإجماع الامة على أن كلمستحق للثواب لا بد أن يدخل الجنة و لايخرج منها بعد دخوله.و قيل: فيه وجه آخر يوافق ما قلناه فيالاية الاولى، و هو أن يكون المعنى أنالذين سعدوا بطاعات اللّه يدخلون الجنةخالدين فيها.و استثنى من جملتهم من كان مستحقا للنار وأراد اللّه عقابهم، ثم إخراجهم منها