منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الغذاء، و الغذاء ينبت من التراب، فكانأصلهم كلهم التراب، ثم أحالهم بالتدريجالى النطفة، ثم أحال النطفة علقة، و هيالقطعة من الدم جامدة، ثم أحال العلقةمضغة، و هي شبه قطعة من اللحم ممضوغة، والمضغة مقدار ما يمضغ من اللحم.و قوله «مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِمُخَلَّقَةٍ» قال قتادة: تامة الخلق و غيرتامة و قيل: مصورة و غير مصورة، و هي السقط،في قول مجاهد.و قوله «وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلىأَرْذَلِ الْعُمُرِ» قيل: معناه أهونه وأخسه عند أهله و قيل: أحقره. و قيل: هي حالالخرف، و انما قيل أرذل العمر، لانالإنسان لا يرجو بعده صحة و قوة، و انمايترقب الموت و الفناء، بخلاف حالالطفولية.و قوله «لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِعِلْمٍ شَيْئاً» معناه: ان رددناه الىأرذل العمر لكيلا يعلم، لأنه يزول عقله منبعد أن كان عاقلا عالما بكثير من الأشياءينسى جميع ذلك.فصل: قوله «وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَبِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» الاية: 10.انما ذكره بلفظ المبالغة و ان كان لا يفعلالقليل من الظلم لامرين:أحدهما: أنه خرج جوابا للمجبرة ورداعليهم، لأنهم ينسبون كل ظلم في العالماليه تعالى، فبين أنه لو كان كما قالوالكان ظلاما و ليس بظالم.الثاني: أنه لو فعل أقل قليل الظلم كانعظيما منه، لأنه يفعله من غير حاجة اليهفهو أعظم من كل ظلم فعله فاعله لحاجتهاليه.فصل: قوله «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْيَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ» الاية: 11.ان في الناس من يوجه عبادته الى اللّه علىضعف في العبادة، كضعف القيام على حرف جرف،و ذلك من اضطرابه في استيفاء النظر المؤديالى المعرفة، فأدنى شبهة تعرض له ينقادلها و لا يعمل في حلها.و الحرف و الطرف و الجانب نظائر، و الحرفمنتهى الجسم، و منه الانحراف