منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و غير ذلك من اختلاف المذاهب الباطلة.و الاختلاف هو اعتقاد كل واحد نقيض مايعتقده الاخر، و هو ما لا يمكن أن يجتمعافي الصحة، و ان أمكن أن يجتمعا في الفساد.ألا ترى أن اليهودية و النصرانية لا يجوزأن يكونا صحيحتين مع اتفاقهما في الفساد.و يجوز أن يكون في اختلاف أهل المللالمخالفة للإسلام حق، لان اعتقاد اليهوديأن النصرانية باطلة، و اعتقاد النصراني أناليهودية فاسدة حق.و المعنى: و لا يزالون مختلفين بالباطلالا من رحم ربك بفعل اللطف لهم.و قوله «و لذلك خلقهم» قيل: في معناهقولان:أحدهما: قال ابن عباس و مجاهد و قتادة والضحاك أن المراد و للرحمة خلقهم و ليسلاحد أن يقول: لو أراد ذلك لقال و لتلكخلقهم، لان الرحمة مؤنثة اللفظ و ذلك أنتأنيث الرحمة ليس بتأنيث حقيقي، و ما ذلكحكمه جاز أن يعبر عنه بالتذكير، و لذلك قالاللّه تعالى «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِقَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» «1» و لميقل قريبة.الثاني: أن يكون اللام لام العاقبة، والتقدير: انه خلقهم و علم أن عاقبتهم تؤولالى الاختلاف المذموم، كما قال«فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَلِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً»«2» و لا يجوز أن يكون اللام لام الغرض، ويرجع الى الاختلاف المذموم، لان اللّهتعالى لا يخلقهم و يريد منهم خلاف الحق،لأنه صفة نقص يتعالى اللّه عن ذلك.و أيضا فلو أراد منهم ذلك الاختلاف لكانوامطيعين له، لان الطاعة هي موافقة الارادةأو الامر، و لو كانوا كذلك لم يستحقواعقابا و قد قال تعالى