منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فصل: قوله «قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُالْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَالْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ» الاية: 16.الفرار الذهاب عن الشيء خوفا منه. و انمافرق اللّه بين الموت و القتل لان القتل غيرالموت، و القتل نقض بنية الحيوانية، والموت ضد الحياة عند من أثبته معنى، والقتل يقدر عليه غير اللّه، و الموت لايقدر عليه غيره.فصل: قوله «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيرَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»:الآيات: 21- 25.أي: اقتداء حسن في جميع ما يقوله و يفعلهمتى فعلتم مثله كان ذلك حسنا و المراد بذلكالحث على الجهاد و الصبر عليه في حروبه والتسلية لهم مما ينالهم من المصائب، فانالنبي (عليه السلام) شج رأسه و كسرترباعيته في يوم أحد و قتل عمه حمزة،فالتأسي به في الصبر على جميع ذلك منالاسوة الحسنة.و ذلك يدل على أن الاقتداء بجميع أفعالالنبي (عليه السلام) حسن جائز، الا ما قامالدليل على خلافه، و لا يدل على وجوبالاقتداء به في أفعاله، و انما يعلم ذلكبدليل آخر.فالاسوة حال لصاحبها يقتدي بها غيره فيمايقول به، فالاسوة تكون في انسان و هي أسوةلغيره، فمن تأسى بالحسن ففعله حسن.و قوله «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىنَحْبَهُ» أي: منهم من صبر حتى قتل في سبيلاللّه و خرج الى ثواب ربه «وَ مِنْهُمْمَنْ يَنْتَظِرُ» ذلك «وَ ما بَدَّلُواتَبْدِيلًا» أي: لم يبدلوا الايمانبالنفاق و لا العهد بالحنث.و روي أن الاية نزلت في حمزة بن عبد المطلبو جعفر بن أبي طالب و علي ابن أبي طالب، والذي قضى نحبه حمزة و جعفر، و الذي ينتظرعلي (عليه السلام).قوله «وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْشاءَ» لا يدل على أن ما يجب غفرانه منالكبائر عند التوبة يجوز تعليقهبالمشيئة، لان على مذهبنا انما جاز ذلكلأنه لا يجب إسقاط العقاب بالتوبة عقلا، وانما علمنا ذلك بالسمع، و أن اللّه يتفضلبذلك.