منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الموتة «1» بين الحالين.و يحتمل لو كان متصلا أن يكون ذلك عبارة عنعظم ما يشاهدونه و يحصلون «2» فيه يومالقيامة: فكأنهم كانوا قبل ذلك في مرقد، وان كانوا في عذاب لما كان قليلا بالاضافةالى الحاصل.فصل: قوله «وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْجِبِلًّا كَثِيراً» الآيات: 62- 65.يعني: أضل عن الدين الشيطان «مِنْكُمْجِبِلًّا كَثِيراً» أي: خلقا كثيرا، وإضلاله إياهم هو اغواؤه لهم، كما أضلالسامري قوم موسى لما دعاهم الى عبادةالعجل فكان الإضلال على هذا الوجه قبيحا.فأما إضلال اللّه تعالى للكفار عن طريقالجنة الى طريق النار، أو اضلالهم بمعنىالحكم عليهم بالضلال، فهو حسن. و أمرالشيطان بالضلال الذي يقع معه القبولإضلال، كما يسمى الامر بالاهتداء الذي يقععنده القبول هدى.و في الاية دلالة على بطلان مذهب المجبرةفي ارادة اللّه تعالى اضلالهم، لان ذلكأضر عليهم من ارادة الشيطان و أشد عليهم فيإيجاب العداوة.ثم أخبر تعالى بأنه يختم على أفواه الكفاريوم القيامة، فلا يقدرون على الكلام والنطق «وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوايَكْسِبُونَ» و قيل: في معنى شهادة الأيديقولان:أحدهما: أن اللّه تعالى يخلقها خلقةيمكنها أن تتكلم و تنطق و تعترف بذنوبها.و الثاني: أن يجعل اللّه فيها كلاما و نسبهاليها لما ظهر من جهتها.و قال قوم: انه يظهر فيها من الامارات مايدل على أن أصحابنا عصوا بها و جنوا بهاأقبح الجنايات، فسمى ذلك شهادة، كما يقولالقائل: عيناك تشهد