منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2

يقولون: طين لازم و طين لازب، قال النابغة:

فصل: قوله «قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْتَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ» الاية: 28.

حكاية ما يقول الكفار لمن قبلوا منهم:انكم كنتم تأتوننا من جهة النصيحة واليمين و البركة، فلذلك اغتررنا بكم، والعرب تتيمن بما جاء من جهة اليمين.

و قال الفراء: معناه انكم كنتم تأتوننا منقبل اليمين، فتخدعونا من أقوى الوجوه. واليمين القوة، و منه قوله «فَراغَعَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ» «2» أي:بالقوة.

فصل: قوله «فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُرَبِّنا» الاية: 31.

أخبروا أيضا و قالوا «فَحَقَّ عَلَيْنا»أيضا، أي: وجب علينا «قَوْلُ رَبِّنا»فانا لا نؤمن و نموت على الكفر، أو وجبعلينا قول ربنا، فالعذاب الذي يستحق علىالكفر و الإغواء.

«إِنَّا لَذائِقُونَ» العذاب، بمعنى اناندركه كما ندرك المطعوم بالذوق.

فصل: قوله «لا فِيها غَوْلٌ» الاية: 47.

معناه: لا يكون في ذلك الشراب «غَوْلٌ» أي:فساد يلحق العقل خفيا، يقال:

اغتاله اغتيالا إذا أفسد عليه أمره، و منهالغيلة و هي القتل سرا.

و قال ابن عباس «لا فِيها غَوْلٌ» معناهلا يكون فيها صداع و لا أذى، كما يكون فيخمر الدنيا قال الشاعر:

فهذا من الغيلة، أي: نصرع واحد بعد واحد«وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ» أي:

(1) مجاز القرآن 2/ 167.

(2) سورة الصافات: 93.

(3) مجاز القرآن 2/ 169.