منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فصل: قوله «قالَ فَاخْرُجْ مِنْهافَإِنَّكَ رَجِيمٌ. وَ إِنَّ عَلَيْكَلَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ.قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِيُبْعَثُونَ. قالَ فَإِنَّكَ مِنَالْمُنْظَرِينَ. إِلى يَوْمِ الْوَقْتِالْمَعْلُومِ. قالَ فَبِعِزَّتِكَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّاعِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»الآيات:77- 83.أصل الرجيم المرجوم، و هو المرمي بالحجر«وَ إِنَّ عَلَيْكَ» يا إبليس«لَعْنَتِي» يعني ابعادي لك من رحمتي«إِلى يَوْمِ الدِّينِ» يعني يومالقيامة الذي هو يوم الجزاء، فقال إبليسعند ذلك يا «رَبِّ فَأَنْظِرْنِي» أى:أخرني «إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» أى:يوم يحشرون للحساب، و هو يوم القيامة.فقال له اللّه تعالى «فَإِنَّكَ مِنَالْمُنْظَرِينَ» أي: من المؤخرين «إِلىيَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ» أي:اليوم الذي قدر اللّه فيه اماتتك، فعلىهذا لا يلزم إبليس أن يكون مغرا بالقبائحلعلمه بأنه يبقى، لأنه لا وقت الا و هويجوز أن يخترم فيه و لا يقدر على التوبة،فالزجر حاصل له.و من قال: انه اجابه الى يوم القيامة يقول:كما أعلمه أنه يبقيه الى يوم يبعثون أعلمهأيضا أنه من أهل النار لا محالة، و أنه لايتوب و صح مع ذلك تكليفه، لأنه يلزمه بحكمالعقل أن لا يفعل القبيح من حيث أنه متىفعله زاد عقابه، و يضاعف على ما يستحق له،و تخفيف العقاب عن النفس واجب بحكم العقل،كما يجب إسقاط العقاب جملة.ثم حكى تعالى ما قال إبليس، فانه أقسم و«قالَ فَبِعِزَّتِكَ» يا الهي«لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ» فالعزةالقدرة التي يقهر بها غيره من القادرين.و الإغواء التخييب، فإبليس يغوي الخلقبأن يزين لهم القبيح و يرغبهم فيه و الغيخلاف الرشد و هو الخيبة.