منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
من زعم أنه تعالى يريد بانزاله إضلالالكافرين عن الايمان، لأنه لو كان كذلك لميكن منزلا بالحق، و إذا كان منزلا على أنهحق، وجب النظر في موجبه و مقتضاه فما رغبفيه وجب العمل به، و بما حذر منه وجباجتنابه، و ما صححه وجب تصحيحه، و ما أفسدهوجب إفساده، و ما دعى اليه فهو الرشد، و ماصرف عنه فهو الضلال.ثم قال «فَمَنِ اهْتَدى» يعني بما فيهمن الادلة «فَلِنَفْسِهِ» لان منفعةعاقبته من الثواب تعود عليه.«وَ مَنْ ضَلَّ» عنه و جاز «1» «فَإِنَّمايَضِلُّ عَلَيْها» يعني على نفسه، لانوخيم عاقبته من العقاب تعود عليه.فصل: قوله «قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَأَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّاللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً»الآيات: 53- 55.معناه: قل لهم يا محمد «يا عِبادِيَالَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىأَنْفُسِهِمْ» بارتكاب المعاصي «لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ» اي: لاتيأسوا من رحمته، يقال: قنط يقنط قنوطا إذايئس «إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَجَمِيعاً» انه هو الغفور الرحيم.و في ذلك دلالة واضحة على أنه يجوز أن يغفراللّه بلا توبة تفضلا منه، و بشفاعة النبي(عليه السلام)، لأنه لم يشترط التوبة بلأطلقه. و روي عن فاطمة (عليها السلام) أنهاقالت ان اللّه يغفر الذنوب جميعا و لايبالي.و روي عن علي (عليه السلام) و عن ابن عباسأنهما قالا: أرجى آية في كتاب اللّه قوله«وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍلِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ» «2» فقالعبد اللّه بن عمرو بن العاص بل أرجى آية فيكتاب اللّه قوله «يا عِبادِيَ الَّذِينَأَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ» و هوالمروي