منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
لا يمكنهم أن يحيلوا «1» في ذلك علىالأجسام و الأوثان لظهور فساد ذلك.و ليس في ذلك ما يدل على أنهم كانوا عالمينباللّه ضرورة، لأنه لا يمتنع أن يكونواعالمين بذلك استدلالا و ان دخلت عليهمشبهة في أنه يستحق العبادة سواه.و قال الجبائي: لا يمتنع أن يقولوا ذلكتقليدا، لأنهم لو علموه لعلموا أنه لايجوز أن يعبد معه غيره، و هو الذي يليقبمذهبنا في الموافاة.فصل: قوله «أَمِ اتَّخَذَ مِمَّايَخْلُقُ بَناتٍ وَ أَصْفاكُمْبِالْبَنِينَ. وَ إِذا بُشِّرَأَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِمَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِيالْحِلْيَةِ وَ هُوَ فِي الْخِصامِغَيْرُ مُبِينٍ» الآيات: 16- 18.أخبر اللّه تعالى عن الكفار أنهم جعلوا لهمن عباده جزءا، ثم فسر ذلك و هو أنهم قالوا:بل «اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ» و في هذا القولحجة عليهم، لأنه ليس يحكم من يختار لنفسهأدون المنزلتين و لغيره أعلاهما، فلو كانعلى ما يقول المشركون من جواز اتخاذ الولدعليه لم يتخذ لنفسه البنات و يصفيهمبالبنين.ثم قال «وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِماضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا» يعني إذاولد لواحد منهم بنت حسب ما أضافوها الىاللّه، و نسبوها اليه على وجه المثل لذلك«ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا» أي: يتغيرمما يلحقه من الغم بذلك حتى يسود وجهه ويريد «وَ هُوَ كَظِيمٌ».و في هذا أيضا حجة عليهم، لان من اسود وجههلما يضاف اليه مما لا يرضى فهو أحق أن يسودوجهه بإضافته مثل ذلك الى من هو أجل منه،فكيف الى ربه.ثم قال تعالى على وجه الإنكار لقولهم «أَوَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ» قالابن عباس أو من ينشأ في الحلية المرأة، وبه قال مجاهد و السدي.