منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
ثم قال تعالى «وَ جَعَلُوا» يعني هؤلاءالكفار «الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْعِبادُ الرَّحْمنِ» متذللون له خاضعون«إِناثاً» فقال لهم على وجه الإنكار «أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ» ثم قال «سَتُكْتَبُشَهادَتُهُمْ» بذلك «وَ يُسْئَلُونَ» عنصحتها.و فائدة الاية أن من شهد بما لا يعلم، فهوحقيق بأن يوبخ و يذم على ذلك و شهادته بماهو متكذب به على الملائكة أعظم منالفاحشة، للاقدام على تنقصهم في الصفة وان كانوا في ذلك على جهالة.ثم حكى عنهم أنهم قالوا «لَوْ شاءَالرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ» كما قالتالمجبرة بأن اللّه تعالى أراد كفرهم، و لولم يشأ ذلك لما كفروا، فقال اللّه لهم علىوجه التكذيب «ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْعِلْمٍ» أي: ليس يعلمون صحة ما يقولونه وليس هم الا كاذبين.ففي ذلك إبطال مذهب المجبرة في أن اللّهتعالى يريد القبيح من أفعال العباد لاناللّه تعالى قطع على كذبهم في أن اللّه يشأعبادتهم للملائكة، و ذلك قبيح لا محالة، وعند المجبرة فاللّه شاء له، و قد نفاهتعالى عن نفسه و كذبهم في قولهم فيه.فصل: قوله «وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَهذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَالْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» الاية: 31.حكى اللّه تعالى عن الكفار أنهم قالوا: لوكان القرآن حقا هلا نزل «عَلى رَجُلٍمِنَ الْقَرْيَتَيْنِ» يعني بالقريتينمكة و الطائف.و يعنون بالرجل العظيم من أحد القريتين فيقول ابن عباس الوليد بن المغيرة المخزوميالقرشي من أهل مكة، أو حبيب بن عمرو بنعمير الثقفي.و قال مجاهد: يعني بالذي من أهل مكة عقبةبن أبي ربيعة، و الذي من أهل الطائف ابنعبد ياليل.