منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فصل: قوله وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ»الاية: 19.الخطاب له و المراد به الامة، لأنه (عليهالسلام) لا ذنب له يستغفر منه، و يجوز أنيكون ذلك على وجه الانقطاع اليه.ثم قال «وَ اللَّهُ يَعْلَمُمُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْواكُمْ» أي:الموضع الذي تتقلبون فيه، و كيف تتقلبون وموضع استقراركم، لا يخفى عليه شيء منأعمالكم طاعة كانت أو معصية.فصل: قوله «أُولئِكَ الَّذِينَلَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ. أَ فَلايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىقُلُوبٍ أَقْفالُها» الاية: 23- 24.أي: سماهم عميا و صما و حكم عليهم بذلك،لأنهم بمنزلة الصم و العمي من حيث لميهتدوا الى الحق و لا أبصروا الرشد، و لميرد الاصمام في الجارحة و الاعماء فيالعين، لأنهم كانوا بخلافه صحيحي العينصحيحي السمع.ثم قال موبخا لهم «أَ فَلايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىقُلُوبٍ أَقْفالُها» معناه: أ فلا يتدبرونالقرآن بأن يتفكروا فيه و يعتبروا به أمعلى قلوب «1» قفل يمنعهم من ذلك تنبيها لهمعلى أن الامر بخلافه، و ليس عليها ما يمنعمن التدبر و التفكر و التدبر و النظر فيموجب الامر و عاقبته، و على هذا دعاهم الىتدبر القرآن.و في ذلك حجة على بطلان قول من يقول: لايجوز تفسير شيء من ظاهر القرآن الا بخبرو سمع.و فيه تنبيه على بطلان قول الجهال منأصحاب الحديث أنه ينبغي أن يروى الحديثعلى ما جاء، و ان كان مختلا في المعنى، لاناللّه تعالى دعا الى التدبر و التفقه، وذلك مناف للتعامي و التجاهل.ثم قال «إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواعَلى أَدْبارِهِمْ» أي: رجعوا عن الحق والايمان