منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
لأنا قد بينا أن هذه الاية التي في التوبةنزلت بتبوك سنة تسع، و آية سورة الفتح نزلتسنة ست، فكيف تكون قبلها، و ينبغي لمن تكلمفي تأويل القرآن أن يرجع الى التاريخ، ويراعي أسباب نزول الاية على ما روي، و لايقول على الآراء و الشهوات.و تبين أيضا أن هؤلاء المخلفين غير أولئك،و ان لم يرجع الى تاريخ و نقول قوله«فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُأَجْراً حَسَناً وَ إِنْ تَتَوَلَّوْاكَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُيُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً» فلميقطع فيهم على طاعة و لا معصية، بل ذكرالوعد و الوعيد على ما يتعلق به من طاعة أومعصية، و حكم المذكورين في سورة التوبةبخلافه، لأنه تعالى قال بعد قوله«إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِأَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَالْخالِفِينَ» الى قوله «وَ هُمْكافِرُونَ» «1».و اختلاف أحكامهم تدل على اختلافهم، و قدحكينا عن سعيد بن جبير أنه قال: هذه الايةنزلت في هوازن يوم حنين. و قال الضحاك: همثقيف.و أما الوجه الذي يسلم معه أن الداعي غيرالنبي (عليه السلام)، فهو أن نقول: الداعيأمير المؤمنين (عليه السلام)، لأنه قاتلبعده أهل الجمل و صفين و أهل النهروان، وبشره النبي (عليه السلام) بقتالهم و كانواأولي بأس شديد.فان قالوا: من قاتلهم علي (عليه السلام)كانوا مسلمين. و في الاية قال:«تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ» كيفتتناولهم الاية؟قلنا: أول ما نقوله: انهم غير مسلمين عندناو لا عند جميع من خالفنا من المعتزلة لانعندهم صاحب الكبيرة ليس بمؤمن و لا مسلم.و أما مذهبنا في تكفير من قاتل عليا (عليهالسلام) معروف، و قد ذكرناه في كتب الامامةلقوله (عليه السلام): حربك يا علي حربي. وغير ذلك من الاخبار و الادلة التي ذكرناهافي غير