منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
موضع، و استوفينا ما يتعلق بذلك في كتابالامامة.و يمكن على تسليم أن الداعي أبو بكر و عمرأن يقال: ليس في الاية ما يدل على مدحالداعي و لا على إمامته، لأنه قد يدعو الىالحق من ليس عليه، و يجب ذلك من حيث كانواجبا لا من أجل دعاء الداعي، و أبو بكردعاهم الى الدفاع عن الإسلام، و هذا واجبعلى كل أحد بلا دعاء داع.و يمكن أن يكون المراد بقوله«سَتُدْعَوْنَ» دعاء اللّه لهم بإيجابالقتال عليهم، لأنه إذا دلهم على وجوبالقتال للمرتدين و دفعهم عن بيضة الإسلامفقد دعاهم الى القتال و وجبت عليهم طاعته.و الكلام في هذه الاية كالكلام في التيقبلها في أنا إذا قلنا لا تدل على امامةالرجلين لا نكون طاعنين، بل لا يمتنع أنيثبت فضلهما و إمامتهما بدليل غير الاية،لان المحصلين من العلماء يذهبون الىإمامتهما من جهة الاختيار «1» لا من جهةالاية.و قوله «لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِالْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَتَحْتَ الشَّجَرَةِ» سميت بيعة الرضوانلقول اللّه تعالى «لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُعَنِ الْمُؤْمِنِينَ» قال ابن عباس: كانسبب بيعة الرضوان بالحديبية تأخر عثمانحين بعثه النبي (عليه السلام) الى قريشأنهم قتلوه، فبايعهم على قتال قريش.و هو اخبار من اللّه تعالى أنه رضي عنالذين بايعوا تحت الشجرة النبي (عليهالسلام)، و كانوا مؤمنين في الوقت الذيبايعوه «فعلم ما في قلوبهم» من ايمان ونفاق، فرضي عن المؤمنين و سخط علىالمنافقين.و قيل: معناه فعلم ما في قلوبهم من صدقالنية في القتال و كراهته له، لأنه بايعهمعلى القتال، ذكره مقاتل.