منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و قال الحسن و عامر الشعبي و مجاهد و ابنزيد: الفاحشة هاهنا الزنا تخرج لاقامةالحد.و قال ابن عباس: الفاحشة النداء علىأهلها، و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبداللّه (عليهما السلام). و قال قتادة:الفاحشة هو النشوز.و قوله «وَ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ» يعني:ما تقدم ذكره من كيفية الطلاق و العدة وترك إخراجها عن بيتها الا عند الفاحشةحدود اللّه، فالحدود نهايات تمنع أن يدخلفي الشيء ما ليس منه، أو يخرج عنه ما هومنه، فقد بين اللّه بالأمر و النهي الحدودفي الطاعة و المعصية بما ليس لاحد أن يدخلفي شيء من ذلك ما ليس منه، أو يخرج عنه ماهو منه.و قوله «لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَيُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً» قال قوم:معناه لا تدري لعل اللّه يغير رأي الزوج فيمحبة الطلاق، فيكون بتطليقه على ما أمراللّه به، و يملك الرجعة فيما بين الواحدةو الثانية، و ما بين الثانية و الثالثة.و قال الضحاك و السدي و ابن زيد: لعل اللّهيحدث بعد ذلك أمر الرجعة في العدة. و قيل:معناه لعل اللّه يحدث بعد ذلك شهوةالمراجعة.و قوله «فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّفَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْفارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ» معناه:إذا قاربن أجلهن الذي هو الخروج من عدتهن،لأنه لا يجوز أن يكون المراد فإذا انقضىأجلهن، لأنه عند انقضاء أجلهن لا يملكرجعتها و قد ملكت نفسها و بانت منه بواحدة،ثم يتزوج من شاءت هو أو غيره.و انما المعنى إذا قاربن الخروج من عدتهنفأمسكوهن أن يراجعهن «1» بمعروف بما يجبلها من النفقة و الكسوة و السكنى و حسنالصحبة «أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ»بأن تتركوهن حتى يخرجن من العدة.