منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
يدل على أنه أفضلهم، لان القائل إذا قال:فلان فارس قومه، أو شجاع قبيلته أوصالحهم، فانه يفهم من جميع ذلك أنه أفرسهمو أشجعهم و أصلحهم.و قوله تعالى «وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَذلِكَ ظَهِيرٌ» معناه: معين له، فالظهيرالمعين.و معنى «خَيْراً مِنْكُنَّ» أي: أفضل منكنو أصلح له.ثم وصفهن فقال «مُسْلِماتٍ» و هن اللواتييظهرن الإسلام و الشهادتين مستسلمات لماأمر اللّه به «مُؤْمِناتٍ» اي: مصدقاتبتوحيد اللّه و اخلاص العبادة له، مقراتبنبوة نبيه (عليه السلام).و قيل: معناه مصدقات في قولهن و فعلهن«قانِتاتٍ» أي: خاضعات متذللات للّهتعالى.و قيل: معنى «قانِتاتٍ» راجعات الى اللّهبفعل ما يجب له عز و جل.«سائِحاتٍ» معناه: ماضيات في طاعة اللّه.و قال ابن عباس و قتادة و الضحاك:معنى «سائِحاتٍ» صائمات. و قال زيد بنأسلم: معنى «سائِحاتٍ» مهاجرات، و هواختيار الجبائي. و قيل للصائم سائح، لأنهيستمر به في الإمساك عن الطعام، كما يستمرالسائح في الأرض.و قوله «قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً» مروهم بطاعة اللّه وانهوهم عن معصيته.ثم وصف اللّه تعالى النار التي حذرهممنها، فقال «وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ» قيل: حطب تلك النار الناس والحجارة، يعني حجارة الكبريت، و هو أشد مايكون من العذاب.«عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ» ومعناه: غلاظ في الأخلاق و ان كانوا رقاقالأجسام، لان الظاهر من حال الملك أنهروحاني، فخروجه عن الروحانية كخروجه عنصورة الملائكة، شداد في القوى لا يعصوناللّه ما أمرهم به.و في ذلك دلالة على أن الملائكة الموكلينبالنار و بعقاب العصاة معصومون