منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
من فعل القبيح، لا يخالفون اللّه في أمره،و يمتثلون كل ما يأمرهم به، و عمومة يقتضيأنهم لا يعصونه في صغير و لا كبير.و قال الرماني: لا يجوز أن يعصي الملك فيصغيرة و لا كبيرة، لتمسكه بما يدعو اليهالعقل دون الطبع، و كل من يمسك بما يدعوااليه العقل دون الطبع، فانه لا يقع منهقبيح، و قد اختارهم اللّه على ما فيالمعلوم منهم.قوله «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِالْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ» قيل:معناه جاهد الكفار بالقتال و الحرب، والمنافقين بالقول الذي يردع عن القبيح لابالحرب، الا أن فيه بذل المجهود، فلذلكسماه جهادا. و في قراءة أهل البيت (عليهمالسلام): جاهد الكفار بالمنافقين، لأنه(عليه السلام) يجاهد الكفار و في عسكرهجماعة من المنافقين يقاتلون معه.و قوله تعالى «وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ» أي:أشدد عليهم.و قوله «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًالِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَعَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ»قال ابن عباس: كانت امرأة نوح و امرأة لوطمنافقين فخانتاهما.قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة تقولللناس: انه مجنون، و كانت امرأة لوط تدلعلى أضيافه، و كان ذلك خيانتهما لهما، و مازنت امرأة نبي قط، لما في ذلك من التنفيرعن الرسول و الحاق الوصمة به، فمن نسب أحدامن زوجات النبي الى الزنا فقد أخطأ خطاعظيما، و ليس ذلك قولا لمحصل.ثم قال «فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما» أي: لميغن نوح و لوط المرأتين «مِنَ اللَّهِشَيْئاً» أي: لم ينجياهما من عقاب اللّه وعذابه «وَ قِيلَ» لهما يوم القيامة«ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ»من الكفار.قال الفراء: هذا مثل ضربه اللّه تعالىلعائشة و حفصة و بين أنه لا يغنيهما و لاينفعهما مكانهما من رسول اللّه (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) ان لم يطيعا اللّه ورسوله و يمتثلا أمرهما، كما لم ينفع امرأةنوح و امرأة لوط كونهما تحت نبيين.