لم تكس جلدا في دمأمشاج «1» لم تكس جلدا في دمأمشاج «1»
و قوله «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ»معناه: انا أرشدناه الى سبيل الحق و بيناهله و دللناه عليه.و قوله «إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّاكَفُوراً» قال الفراء: ان شكر و ان كفر علىالجزاء، و المعنى اما أن يختار بحسناختياره الشكر للّه تعالى و الاعترافبنعمه فيصيب الحق. و اما أن يكفر نعمه ويجحد إحسانه، فيكون ضالا عن الصواب.و ليس المعنى أنه مخير في ذلك، و انما خرجذلك مخرج التهديد، كما قال تعالى «فَمَنْشاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَفَلْيَكْفُرْ» «2» بدلالة قوله «إِنَّاأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً» و انماالمراد البيان عن أنه قادر عليهما، فأيهمااختار جوزي بحسبه.و في الاية دلالة على أنه قد هدى جميعالمكلفين، لأنه قوله تعالى «إِنَّاهَدَيْناهُ السَّبِيلَ» عام في جميعهم، وذلك يبطل قول المجبرة: ان اللّه لم يهدالكافر بنصب الدلالة له على طريق الحق واجتناب الباطل.و الكأس إناء الشراب إذا كان فيه، و لايسمى كأسا إذا لم يكن فيه شراب، ذكرهالزجاج.و قوله «كانَ مِزاجُها كافُوراً» قيل: مايشم من ريحها لا من جهة طعمها.(1) مجاز القرآن 2/ 279.(2) سورة الكهف: 29.