منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و الثاني: يضلهم عن طريق الجنة إذا كانوامستحقين للعقاب، و يهدي من يشاء الى طريقالجنة.و رفع قوله «فيضل اللّه» لان التقديرالاستئناف لا العطف على ما مضى. و مثلهقوله «لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِيالْأَرْحامِ» «1» و مثله «قاتِلُوهُمْيُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ»«2».ثم قال بعد ذلك «و يتوب اللّه على من يشاء»لأنه إذا لم يجز أن يكون عطفا على ما مضىفينتصب لفساد المعنى، فلا بد من استئنافهو رفعه.و قال الحسن: أمتن اللّه على نبيه محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه لم يبعثرسولا الا الى قومه و بعثه خاصة الى جميعالخلق.و قال مجاهد: بعث اللّه نبيه الى الأسود والأحمر، و لم يبعث نبيا قبله الا الى قومهو أهل لغته.فصل: قوله «جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْبِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْفِي أَفْواهِهِمْ وَ قالُوا إِنَّاكَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ» الاية:9.قوله «لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ»أي: لا يعلم تفاصيل أحوالهم و ما فعلوه وفعل بهم من العقوبات و لا عددهم الا اللّه،و لذلك قال النبي (عليه السلام): كذبالنسابون.و قوله «فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِيأَفْواهِهِمْ» قيل: في معناه خمسة أقوال:أحدها: قال عبد اللّه بن مسعود و ابن زيد:انهم عضوا على أناملهم تغيظا عليهم فيدعائهم الى اللّه، كما قال «عَضُّواعَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ»«3».و ثانيها: قال الحسن: جعلوا أيديهم فيأفواه الأنبياء تكذيبا لهم وردا لما جاءوابه.