منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و حسن أخلاقه و ما خصه اللّه به من مكارمالأخلاق و حسن الصحبة حتى أنه قيل: انه لميصافح أحدا قط فنزع يده من يده حتى يكونذلك الذي ينزع يده منه.فمن هذه صفته كيف يغضب «1» في وجه أعمى جاءيطلب الإسلام، على أن الأنبياء (عليهمالسلام) منزهون عن مثل هذه الأخلاق و عماهو دونها، لما في ذلك من التنفير عن قبولقولهم و الإصغاء الى دعائهم. و لا يجوز مثلهذا على الأنبياء (عليهم السلام) من عرفمقدارهم و تبين صفتهم.و قال قوم: ان هذه الآيات نزلت في رجل منبني أميه كان واقفا مع النبي (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) فلما أقبل ابن أم مكتومتنفر منه و جمع نفسه و عبس في وجهه و أعرضبوجهه عنه، فحكى اللّه ذلك و أنكره معاتبةعلى ذلك.و قوله تعالى «وَ ما يُدْرِيكَ» خطابللنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تقديره:قل له يا محمد و ما يدريك لعله يزكى، و انماأضاف العبوس الى النبي من أضافه لقولهتعالى «وَ ما يُدْرِيكَ» فرآه متوجها اليهظن أنه عتب له دون أن يكون متوجها اليه علىأن يقول لمن فعل ذلك و يوبخه عليه.و قوله «فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى» أيتعرض عنه، و اللهي عن الشيء هو التروحبالاعراض عنه و التلهي به التروح بالإقبالعليه، و منه قولهم «إذا استأثر اللّهبشيء فاله عنه» أي: اتركه و أعرض عنه.قوله «فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ» في الايةدليل على بطلان مذهب المجبرة في أن القدرةمع الفعل، و أن المؤمن لا قدرة له علىالكفر، و أن الكافر لا يقدر على الايمان،لأنه تعالى بين أن من شاء أن يذكره ذكرهلأنه قادر عليه.قوله تعالى «فَأَقْبَرَهُ» فالاقبار جعلالقبر لدفن الميت فيه، يقال: أقبره اقبارا