منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
يقول اللّه تعالى: «لَمْ يَكُنِالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِالْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَمُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُالْبَيِّنَةُ» قال الحسن و قتادة: معناهلم يكونوا منتهين عن كفرهم حتى تأتيهمالبينة.و قوله «فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ» القيمةالمستمرة في جهة الصواب، فهو على وزنفعلية، من قام بالأمر يقوم به إذا أجراه فيجهة الاستقامة.و قوله «وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَأُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ماجاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ» اخبار من اللّهتعالى أن هؤلاء الكفار لم يختلفوا في نبوةالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لأنهمكانوا مجتمعين على نبوته بما وجدوه فيكتبهم من صفاته، فلما أتاهم بالبينةالظاهرة و المعجزة القاهرة تفرقوا واختلفوا، فآمن بعضهم و كفر بعضهم.و في ذلك دلالة على بطلان قول من يقول: انالكفار خلقوا كفارا في بطون أمهاتهم، لأنهتعالى بين أنهم لم يختلفوا في ذلك قبلمجيء معجزاته و أدلته، و لا يلزم على ذلكأن يكون مجيء الآيات مفسدة من حيث وقعالفساد عندها، لأنه ليس حد المفسدة ما يقععنده الفساد، بل حدها ما يقع عنده الفساد ولولاه لم يقع من غير أن يكون تمكينا، وهاهنا المعجزات تمكين فلم تكن مفسدة.و قوله «حُنَفاءَ» جمع حنيف، و هو المائلالى الحق، و الحنفية الشريعة المائلة الىالحق.قوله «وَ ما أُمِرُوا إِلَّالِيَعْبُدُوا اللَّهَ» دليل على فسادمذهب المجبرة في أن اللّه تعالى خلقالكفار ليكفروا به، لأنه صرح هاهنا أنهخلقهم ليعبدوه.و ليس في الاية دلالة على أن أفعالالجوارح من الايمان و لا من الدين، لأنهيجوز أن يكون المراد «وَ ذلِكَ» اشارة الىالتدين، و تقديره: التدين بذلك فهو دينالقيمة، لان من لا يعتقد جميع ذلك و يؤمنبجميع ما يجب عليه فليس بمسلم و قد تقدمقوله تعالى «مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ».