فصل: قوله «لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّنَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَسَرِيعُ الْحِسابِ» الاية: 51.أي: سريع المجازاة. و قيل: سريع الحساب لايشغله محاسبة بعضهم عن محاسبة آخرين.و الكسب فعل ما يجتلب به النفع للنفس، أويدفع به الضرر عنها، فالكسب ليس بجنسالفعل، و اللّه تعالى يقدر على مثله فيالجنس.و في الاية حجة على ثلاث فرق:أحدها على المجبرة في الارادة، لأنها تدلعلى أنه تعالى أراد من جميع المكلفين أنيعلموا انما هو اله واحد، و هم يزعمون أنهأراد من النصارى أن يثلثوا، و من الزنادقةأن يقولوا بالتثنية.الثاني: حجة عليهم في أن المعصية لميردها، لأنه إذا أراد منهم أن يعلموا أنهاله واحد لم يرد خلافه من التثليث والتثنية الذي هو الكفر.الثالث: حجة على أصحاب المعارف، لأنه بينأنه أراد من الخلق أن يتذكروا و يفكروا فيدلائل القرآن التي تدلهم على أنه اله واحد.ثم أخبر تعالى «إِنَّما يَتَذَكَّرُأُولُوا الْأَلْبابِ» أي: ذووا العقول،لان من لا عقل(1) ديوان حسان: 8.