منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
انما خص مال اليتيم بذلك، و ان كان التصرففي مال البالغ بغير اذنه لا يجوز أيضا، لاناليتيم الى ذلك أحوج و الطمع في مثله أكثر.و قوله «حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ» قالقوم: حتى يبلغ ثمان عشرة سنة. و قال آخرون:حتى يبلغ الحلم. و قال آخرون و هو الصحيح:حتى يبلغ كمال العقل و يؤنس منه الرشد.و قوله «و أوفوا بالعهد» أمر من اللّهتعالى بالوفاء بالعهد و هو العقد، و متىعقد عاقد على ما لا يجوز، فعليه نقض ذلكالعقد الفاسد و التبري منه. و انما يجبالوفاء بالعقد الذي يحسن.و قيل: كل ما أمر اللّه به و نهى عنه فهو منالعهد، و قد يجب الشيء للنذر و للعهد والوعد به و ان لم يجب ابتداء و انما يجب عندالعقد.و قوله «ان العهد كان مسؤولا» معناه: انهكان مسؤولا عنه للجزاء عليه، فحذف «عنه»لأنه مفهوم ثم نهى نبيه أن يقفوا ما ليس لهبه علم، و هو متوجه الى جميع المكلفين، وأصله القفو اتباع الأثر، و منه القيافة وكأنه يتبع قفا المتقدم.و استدل بهذه الاية على أنه لا يجوز العملبالقياس و لا بخبر الواحد، لأنهما لايوجبان العلم، و قد نهى اللّه تعالى أنيتبع الإنسان ما لا يعلمه.فصل: قوله «وَ إِذْ قُلْنالِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَفَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ» الاية: 61.انما جاز أن يأمره بالسجود له و لم يجز أنيأمره بالعبادة له، لان السجود يترتب فيالتعظيم بحسب ما يراد به، و ليس كذلكالعبادة التي هي خضوع بالقلب ليس فوقهخضوع، لأنه يترتب في التعظيم بحسبه «1»،يبين ذلك أنه لو سجد ساهيا لم يكن له منزلةفي التعظيم، على قياس غيره من أفعالالخوارج.