منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
جعل اللّه تعالى إعطاء الكتاب باليمين منعلامة الرجاء و الخلاص و أن من أعطي كتابهباليمين تمكن من قراءة كتابه و سهل له ذلك،و كان فحواه أن من أعطي كتابه بيساره أووراء ظهره، فانه لا يقدر على قراءة كتابه ولا يتأتى له بل يتلجلج فيه.و الفتيل هو المفتول الذي في بطن النواةفي قول قتادة.و قيل: الفتيل في بطن النواة، و النقير فيظهرها، و القطمير قشر النواة، ذكره الحسن.فصل: قوله «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِالشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَالْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» الاية: 78.اختلفوا في الدلوك، فقال ابن عباس و ابنمسعود و ابن زيد: هو الغروب و الصلاةالمأمور بها هاهنا هي المغرب.و قال ابن عباس في رواية أخرى و الحسن ومجاهد و قتادة: دلوكها زوالها و هو المرويعن أبي جعفر و أبي عبد اللّه (عليهماالسلام). و ذلك أن الناظر اليها يدلك عينيهلشدة شعاعها. و أما عند غروبها، فيدلكعينيه ليتبينها. و غسق الليل ظهور ظلامه.و «قُرْآنَ الْفَجْرِ» يعني قرآن الفجرفي الصلاة، و ذلك يدل على أن الصلاة لا تتمالا بالقراءة، لأنه أمر بالقراءة و أرادبها الصلاة، لأنها لا تتم الا بها.و قوله «إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَمَشْهُوداً» معناه: يشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ذهب اليه ابن عباس و قتادة ومجاهد و ابراهيم.و معنى «لدلوك الشمس» أي: عند دلوكها.و استدل قوم بهذه الاية على أن وقت الاولىموسع الى آخر النهار لأنه، أوجب اقامةالصلاة من وقت الدلوك الى وقت غسق الليل، وذلك يقتضي أن ما بينهما وقت.و هذا ليس بشيء، لان من قال: ان الدلوك هوالغروب لا دلالة له فيها، لان