منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
أن يقول: اني أفعل شيئا في غد، الا أن يقيدقوله بمشيئة اللّه، فيقول: ان شاء اللّه،لأنه لا يأمن اخترامه، فيكون خبره كذبا. وإذا قيده بقوله «ان شاء اللّه» ثم لم يفعللم يكن كاذبا.و المراد بالخطاب جميع المكلفين، و متىأخبر المخبر عن ظنه و عزمه بأنه يفعل شيئافيما بعد ثم لا يفعل لا يكون كاذبا، لأنهأخبر عن ظنه و هو صادق فيه.و قال الفراء قوله «الا أن يشاء اللّه»بمعنى المصدر، فكأنه قال: الا مشيئة اللّه.و المعنى الا ما يريده اللّه، و إذا كاناللّه تعالى لا يشاء الا الطاعات، فكأنهقال له: لا تقل اني أفعل الا الطاعات و مايقرب الى اللّه.و هذا وجه حسن، و لا يطعن في ذلك جوازالاخبار عما يريد فعله من المباحات التيلا يشاؤها اللّه، لان هذا المنهي ليس هونهي تحريم و انما هو نهي تنزيه، لأنه لو لميقل ذلك لما أثم بلا خلاف، و انما هو نهيتحريم فيما يتعلق بالقبح، فانه لا يجوز أنيقول: اني أفعل ذلك بحال.و الاية تضمنت أن لا يقول الإنسان انيأفعل غدا شيئا الا أن يشاء اللّه، فأما أنيعزم عليه من غير ذكر ذلك، فلا يلزمالمشيئة فيه الا ندبا.قال ابن عباس: له أن يستثني و لو الى سنة.و الذي نقوله: ان الاستثناء متى لم يكنمتصلا بالكلام أو في حكم المتصل لم يكن لهتعلق بالأول و لا حكم له، و أنه يجوز دخولالاستثناء بمشيئة اللّه في جميع أنواعالكلام من الامر و النهي و الخبر و الايمانو غير ذلك. و متى استثنى ثم خالف لم يكنحانثا في يمينه و لا كاذبا في خبره. و متىهو استثناه بعد مدة و بعد انفصال الكلام لميبطل ذلك حنثه و لزمته الكفارة.و لو لم يقل ذلك أدى الى أن لا يصح يمين ولا خبر و لا عقد، فان الإنسان متى شاءاستثنى في كلامه و يبطل حكم كلامه، و قدروي عن النبي (عليه السلام) أنه قال: من