منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
حلف على أمر يفعله، ثم رأى ما هو خير له،فليحنث و ليكفر.و لو كان الاستثناء جائزا بعد مدة، لكانيقول: فليستثن و لا يحتاج الى الكفارة و لايلزمه الحنث. و قد روي في أخبارنا مثل ماحكيناه عن ابن عباس.و يشبه أن يكون المراد به أنه إذا استثنى وكان قد نسي من غير تعمد، فانه يحصل له ثوابالمستثنى دون أن يؤثر في كلامه، و هوالأشبه بابن عباس و أليق بعلمه و فضله، فانما حكي عنه بعيد جدا.و قال الكسائي و الفراء: التقدير و لاتقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا أن تقولان شاء اللّه فأضمر القول. و انما كانالاستثناء مؤثرا إذا كان الكلام متصلالأنه يدل على أنه يؤول كلامه، و إذا لم يكنمتصلا، فقد استقرت نيته و ثبتت، فلا يؤثرالاستثناء فيها.فصل: قوله «وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُواتِسْعاً. قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمالَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» الاية: 25- 26.معناه: اخبار من اللّه تعالى و بيان عنمقدار مدة لبثهم، أعني أصحاب الكهف الىوقت انتباههم.ثم قال لنبيه: فان حاجك المشركون فيهم منأهل الكتاب فقل «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمالَبِثُوا».و يحتمل أن يكون المعنى: و لا يجوز لحاكمأن يحكم الا بما حكم اللّه به أو بما دل علىحكم اللّه، و ليس لاحد أن يحكم من قبلنفسه، فيكون شريكا للّه في أمره و حكمه.و قيل: ان معناه: قل اللّه أعلم بما لبثواالى أن ماتوا.و حكي عن قتادة أن ذلك حكاية عن قولاليهود، و أنهم الذين قالوا: لبثوا فيكهفهم ثلاثمائة سنين و ازدادوا تسعا، وقوى ذلك بقوله «قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُبِما لَبِثُوا»