منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فصل: قوله «فَأَرْسَلْنا إِلَيْهارُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراًسَوِيًّا» الاية: 17.قال الحسن و قتادة و السدي و ابن جريح ووهب بن منبه: يعني جبرئيل (عليه السلام) وسماه اللّه روحا لأنه روحاني لا يشوبه «1»شيء من غير الروح، و خص بهذه الصفةتشريفا له.و قيل: لأنه تحيا به الأرواح بما يؤديهاليهم من أمر الأديان و الشرائع.فان قيل: كيف تعوذت منه ان كان تقيا؟ والتقي لا يحتاج أن يتعوذ منه، و انما يتعوذمن غير التقي؟.قيل: المعنى في ذلك أن التقي للرحمن إذاتعوذ بالرحمن منه ارتدع عما يسخط اللّه،ففي ذلك تخويف و ترهيب، كما يقول القائل:ان كنت مؤمنا فلا تظلمني و تكون هي غيرعالمة بأنه تقي أم لا.فقالت مريم عند ذلك متعجبة من قول جبرئيل«أنى يكون لي غلام» أي:كيف يكون ذلك.«و لم يمسسني بشر» بالجماع على وجهالزوجية.«و لم أك بغيا» أي: لم أك زانية، في قولالسدي و غيره، و هي التي تطلب الزنا، لانمعنى تبغيه تطلبه.و أصله لم أكن، لأنه من كان يكون. و انماحذفت النون لاستخفافها على ألسنتهم ولكثرة استعمالهم لها، كما حذفوا الالف منلم أبل، و أصله لم أبالي، لأنه منالمبالاة، و كقولهم «لا أدر» و كقولهم«أيش» و أصله أي شيء و مثله كثير.فصل: قوله «قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّقَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياًمَنْسِيًّا» الاية: 23.قالت هذا استحياء من الناس «و كنت نسيامنسيا» فالنسيء المتروك حتى ينسى بالفتحو الكسر.و قيل: النسيء خرقة الحيض التي تلقيها،قال الشاعر: